+ A
A -
في الجامعة كان من السهل علينا يوميا اللقاء مع عدد من الشعراء المشهورين ممن تخرجوا من نفس جامعتنا (جامعة القاهرة فرع الخرطوم التي تحولت لاحقا إلى جامعة النيلين).
من بين الشعراء الذين حظينا باللقاء بهم الشاعر التجاني سعيد صاحب ديوان (قصائد برمائية) وكاتب قصيدتي (قلت ارحل) و(من غير ميعاد)، وهما قصيدتان تغنى بهما الفنان السوداني الراحل محمد وردي.
والتقينا أيضا بالشاعر محمد نجيب محمد علي الذي قدم الكثير من الكتابات الشعرية بالعربية الفصحى وبالعامية السودانية، وله كتابات نقدية وأعمال صحفية مرموقة.
انبهرنا بتواضع من نلتقي بهم من شعراء لهم أسماء كبيرة رنانة، لم يكن أي واحد منهم يغلق أبواب الحديث عندما نتعرف عليه ونفتح معه نقاشا أو جدلا حول أية قضية من قضايا الفكر أو الإبداع أو السياسة.
الشاعر محمد نجيب حدثنا عن أنه وبعض رفاق جيله أسسوا ذات يوم مجموعة ثقافية في الخرطوم وأسموها «النبض 71»، والرقم اختاروه دلالة على سنة تحركهم الثقافي في الساحة السودانية فكرا وإبداعا وثقافة ونشاطا اجتماعيا مشهودا.
اهتماتنا بالأدب جعلنا -آنذاك- نحرص على شراء الملحقين الثقافيين لصحيفتي الأيام والصحافة السودانيتين.
كان الدكتور خالد المبارك الأديب والناقد والكاتب المسرحي مشرفا على الملحق الثقافي في صحيفة (الصحافة)، بينما كان الأستاذ الروائي والقاص والناقد عيسى الحلو يشرف على ملحق «الثقافة» في صحيفة الأيام.
أتذكر بعد سنوات قليلة أن صحفيا متخصصا في الاقتصاد تحدث معي -بحكم معرفتي به بواسطة أحد الأصدقاء من أبناء جيلنا- بعد أن تزايد عدد «صحف السودان» في مرحلة ما بعد سقوط «نظام الرئيس الراحل جعفر نميري» أن رأيه أن تعدد الصحف وكثرتها «تشتت القارئ»، على حد تعبيره. وحدثني أنه درس «تخصص الصحافة» في الجامعة بالاتحاد السوفياتي السابق (روسيا حاليا). أتذكر أن هذا الصحفي ساعدني ذات يوم في نشر قصة قصيرة بصحيفة (الصحافة) التي كان يعمل بها. قصة كان عنوانها «ذاكرة المدينة».
{ (يتبع)
بقلم: جمال عدوي
copy short url   نسخ
12/07/2020
936