+ A
A -
مهما يكن المدى الزمني الذي نستشعر واقعيا حين نطل على تفاصيل وملامح من زمن قديم، إلا ان تلك الأحداث تظل قريبة ماثلة في الذهن.
أحداث عديدة عايشها جيلنا في السودان، الجيل الذي وجد نفسه على أعتاب بدايات مرحلة الدراسة الجامعية في السنوات الأولى من الثمانينيات.
وجدت نفسي أسيرا في طريق الدراسة بجامعة خرطومية (نسبة إلى الخرطوم)، هي جامعة القاهرة فرع الخرطوم التي تحول اسمها لاحقا (بعد ان تخرجنا منها)، لتصبح «جامعة النيلين».
دهشنا عند مطالعة أوراق الاستكشاف لبدايات التعرف على واقع الدراسة الجامعية.
الاختيارات في ملف التقديم للدراسة بتلك الجامعة كانت تحمل خيارات محددة لكليات قليلة هي: العلوم أو التجارة أو الحقوق أو الآداب.
واخترت مع العديد من زملائي وزميلاتي آنذاك الولوج عبر بوابة «كلية الآداب»، كانت هناك للطالب ايضا خيارات بين عدة اقسام: الفلسفة أو الاجتماع أو اللغة العربية أو التاريخ أو الجغرافيا.
قال لي أحد اقاربي وكان –آنذاك – يدرس بكلية الحقوق:- اذا درست الآداب ستجد عملا في مجالات عديدة من تخصصك الذي تختاره.. وبإمكانك أيضا العمل مدرسا في التخصص الذي تدرسه.
أجواء الجامعة بهرتنا بأشياء عديدة منها «معارض الكتب المستمرة طيلة العام»، و«أركان النقاش المستمرة» يوميا.
حملت بطاقة «آداب – اجتماع» وتحركت نحو مكتبة قريبة بأقرب شارع للجامعة وهو شارع علي عبداللطيف الذي يخلد ذكرى بطل «حركة اللواء الأبيض في عام 1924 في السودان».
تحركت إلى المكتبة وطلبت من احد العاملين فيها تغليف بطاقتي بـ«البلاستيك»، كان ذلك في نهايات سبتمبر 1981. وفي «6» اكتوبر من عام 1981 حدث حدث اقليمي أحدث تداعيات كبيرة استمرت لسنوات بل لعقود متواصلة.. هو حدث تعرض الرئيس المصري الراحل انور السادات للاغتيال اثناء عرض عسكرس بمناسبة ذكرى حرب اكتوبر 1973 (حرب العبور).
اجتذبتنا أركان النقاش السياسي لعدة أسابيع خلال زمننا الأول في الجامعة.
بعد شهور قليلة انشغلنا بالهم الداخلي في السودان.. وحدثت انتفاضة شعبية كبيرة في مدن سودانية عديدة في «6» يناير 1982 احتجاجا على زيادة في أسعار سلعة السكر(تمت الزيادة آنذاك من 16 قرشا إلى 26 قرشا لرطل السكر. وأغلقت الجامعات والمدارس في تلك الفترة لعدة أشهر، ووجدنا أنفسنا بعد انقضاء تلك الأشهر نرجع إلى الجامعة لأداء امتحانات الانتقال إلى «السنة الثانية جامعة».
{ (يتبع)
بقلم: جمال عدوي
copy short url   نسخ
10/07/2020
1063