سافرت وتركته يبتلع الضجر ويشعر بلهيب الوحدة ويمضغ الألم لأنه يحبها.. سافرت إلى مدينة صغيرة جميلة نظيفة شوارعها منظمة، بيوتها أوروبية، الناس وجوههم حمراء وبيضاء وعيونهم زرقاء وأبدانهم في غاية الصحة والعافية لأنهم يمارسون الرياضة والمشي اليومي.. صارت تبعث له بمسجات وصور تعلمه بجمال وروعة المكان، يناظرها ويبتسم.. يحب صورها ويحبها بجانبه وبالقرب منه.. الأيام لا معنى لها بدونها والصور لا معنى لها وهي بعيدة عنه ولا لأي شيء معنى بدونها.. كل الأمور بدونها تتساوى.. الهدوء معها والحب معها والجمال معها، لا يتصور أن يعيش بعيداً عنها.. لأنه يحب أن يعيش بين من يحبهم ويحبونه إنهما يعيشان الأحلام الوردية في أحلى صورها.. الإحساس عند المحب يختلف عن الإحساس لدى غيره.. الرجل المحب يختلف عن الرجل النفعي.. المحب يحمل أثقالاً وتبعات، هدفه وغايته رضا الرحمن.. المحب يفكر في الماضي والحاضر والمستقبل بشكل دائم.. يخاف ألم الماضي، ويريد أن يعيش الحاضر ويرسم صورة المستقبل مع من يحب، بعيداً عن أعين المتلصصين الحاسدين الحاقدين الذين ينفخون في النار لأنهم مرضى!
المحب مرتبط بالآخر، ملتصق به، بعقله ونفسه، أي حدث يزعجه، أي عارض يزعجه.. المحب يهتم بالتفاصيل، تهمه العلامات والخطوط والألوان والأشياء الدقيقة تستوقفه، نظرة العين ونبرة الصوت والإيماءة والإيحاءة.. إنه شديد الحساسية، لأنه يحب بقلبه وبقوة.. المحب يريد أن يسبر أغوار الحبيب، يغوص في داخله، لأنه شديد الإحساس به.. يقول موضحاً: العاطفة مشاركة وتصبح العلاقة ناقصة إذا تصورنا أن طرفاً واحداً عليه وحده أن يبذل الجهد تلو الجهد للاقتراب من رضا الحبيب، من رضا الآخر، من عقله ونفسيته! المشاركة والتعاطف مطلوبان في المشاعر- صحيح أن كل طرف أسير ظروف نشأته وظروفه- ولكن عليه أن يحاول ويجتهد ويشتغل على نفسه ويدربها ويوطنها وينميها حتى يعيش سعيداً مع طرفه الآخر.. حتى يكسب وده وحبه، ويقطف ثمرة العلاقة الإيجابية، العلاقة الحلال، ويتذوقها باستمتاع وإلى الأبد.. يا سلام.
بقلم : يعقوب العبيدلي
المحب مرتبط بالآخر، ملتصق به، بعقله ونفسه، أي حدث يزعجه، أي عارض يزعجه.. المحب يهتم بالتفاصيل، تهمه العلامات والخطوط والألوان والأشياء الدقيقة تستوقفه، نظرة العين ونبرة الصوت والإيماءة والإيحاءة.. إنه شديد الحساسية، لأنه يحب بقلبه وبقوة.. المحب يريد أن يسبر أغوار الحبيب، يغوص في داخله، لأنه شديد الإحساس به.. يقول موضحاً: العاطفة مشاركة وتصبح العلاقة ناقصة إذا تصورنا أن طرفاً واحداً عليه وحده أن يبذل الجهد تلو الجهد للاقتراب من رضا الحبيب، من رضا الآخر، من عقله ونفسيته! المشاركة والتعاطف مطلوبان في المشاعر- صحيح أن كل طرف أسير ظروف نشأته وظروفه- ولكن عليه أن يحاول ويجتهد ويشتغل على نفسه ويدربها ويوطنها وينميها حتى يعيش سعيداً مع طرفه الآخر.. حتى يكسب وده وحبه، ويقطف ثمرة العلاقة الإيجابية، العلاقة الحلال، ويتذوقها باستمتاع وإلى الأبد.. يا سلام.
بقلم : يعقوب العبيدلي