+ A
A -
التلويح بانتخابات تشريعية جديدة، مُعادة للمرة الرابعة، سلاح سياسي مُستحكم الآن في «إسرائيل» في الصراع بين الحزبين الكبيرين داخل الإئتلاف الحكومي الهش. فحزب الليكود وزعيمه نتانياهو يُطلق رغبته في جولة انتخابية جديدة، مُعتقداً بأن حظوظ حزبهِ (وكما تشير استطلاعات الرأي الأخيرة)، ومعه قوى اليمين، قد صَعَدَت بشكلٍ غير مسبوق، وبحيث تُكمنه من تشكيل حكومة جديدة، من لونٍ سياسي واحد، دون منغصاتٍ من قبل أطراف سياسية «إسرائيلية» داخلية، مناوئة له في الصراع على «الكعكة» الحكومية وامتيازاتها.
كذا الحال، مع بقايا مجموعة قائمة (كاحول/‏لافان)، أو (أزرق/‏أبيض)، التي بدأ قطبيها الرئيسيين الجنرال بيني غانتس، والجنرال غابي اشكنازي، بالتهديد في الطلب واللجوء إلى انتخابات رابعة، معتقدين بدورهماأن نتانياهو بات «محروقاً» في الساحة «الإسرائيلية»، حيث ستبقى تلاحقه ملفات الفساد، والتي لم يمنع المحكمة العليا من استجوابه مؤخراً حتى بعد أن اصبح رئيساً للحكومة الإئتلافية في نصفها الزمني الأول كما هو مقرر. فالمؤشرات في «إسرائيل» تقول بأن بنيامين نتانياهو، مازال يسعى للتهرب من محاكمته بتهمة ارتكاب مخالفات فساد، بعدما قُدمت ضده لائحة اتهام وعُقدت الجلسة الأولى من محاكمته، في مايو 2020.
وعليه، إن التقديرات، تنحو للقول، بأنه ومنذ تشكيل الحكومة الإئتلافية الحالية قبل نحو شهرٍ من الزمن، معرضة لإنفراط عقدها، خاصة وأن نتانياهو لا يعتزم إكمال ولايتها، وأنه في مرحلة معينة سيعمل على حلها والتوجه إلى انتخابات جديدة، مُبكّرة، ولذلك هو يضع عقبات، مستفيداً من خلافات بينه وبين غانتس وأشكنازي، حول مخطط ضم مناطق واسعة في الضفة الغربية لدولة الإحتلال، وحول قانون ميزانية الدولة، ويوصفان بأنهما «محطتان» تسمحان بالتوجه إلى انتخابات جديدة للكنيست، إذ يطالب نتانياهو بإقرار ميزانية للعام الحالي فقط بينما الاتفاق الائتلافي ينص على إقرار ميزانية لعامين.
إن مصدر قوة (أزرق/‏أبيض) ليس وجودها وجمهورها، بل موقف الإدارة الأميركية التي تشترط إعطاء ضوء أخضر لتنفيذ «الضم» بموافقة مجموعة (أزرق/‏ابيض) التي لاترفض لكنها تتحفظ على مسألة «الضم» خشية من عواقبها وانعكاساتها على «إسرائيل» في ظل الموقف العربي والأممي الرافض وبشدة لها.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
28/06/2020
928