+ A
A -
تتفاقم الخلافات داخل الحكومة الائتلافية الجديدة في «إسرائيل»، وتكاد تلك الخلافات تعصف بها، وتفرط عقدِها، تجاه عدة مواضيع، على رأسها مشروع «الضم» المطروح من قبل حزب الليكود، ليس من منطلق الرفض المبدئي لمشروع «الضم»، بل من منطلق التبعات التي سيجرها على «إسرائيل»، على أكثر من صعيد.
نتانياهو، ثعلب السياسة «الإسرائيلية»، الذي يشابه إلى حدٍ كبير الثعلب الآخر الذي رحل قبل عدة سنوات، ونقصد به شمعون بيريز، يحاول المناورة والمداورة، بشأن مشروع «الضم» من خلال تكتيك «الضم» الزاحف، خطوة، خطوة، أو نبضة نبضة، والابتعاد عن «ضم» الأغوار في الوقت الراهن، على حد تعبيره. فقد قال بنيامين نتانياهو، خلال محادثات مع عدة جهات «إسرائيلية»، في الأيام الماضية، إنه يدرس تنفيذ مخطط «ضم» مناطق واسعة في الضفة الغربية لـ «إسرائيل» على «مرحلتين»، أو «نبضتين»، وبحيث يتم تنفيذ المرحلة من خلال ضم المستعمرات «المعزولة» الواقعة خارج الكتل الاستيطانية وفي عمق الضفة الغربية. بحيث تشمل «النبضة الأولى» «المستوطنات المعزولة» خارج الكتل الاستيطانية، وأن يتم من خلالها «ضم» 10% من مساحة الضفة الغربية، علما أن مساحة هذه المستوطنات أقل من ذلك بكثير، ما يعني أن المخطط يقضي بضم مناطق أخرى لا توجد فيها مستوطنات. ويتم البدء بتنفيذ النبضة الثانية في 20 % المتبقية من مشروع «الضم»، بادعاء أن خطة «صفقة القرن» تنص على ضم 30 % من مساحة الضفة الغربية لــ «إسرائيل». وفي عرف حزب الليكود فإن «فرض السيادة الإسرائيلية في عمق المستوطنات، أي في المناطق التي تعتبر قلب أرض إسرائيل القديمة، سيشكل مقولة سياسية ذات أهمية تاريخية وستزيل عن الأجندة إمكانية اقتلاعها في المستقبل».
إذن، نتانياهو، يعتقد، في تكتيكه الجديد، بــ «الضم» على «مرحلتين» أو «نبضتين»، أن ذلك سينعكس إيجاباً على حكومته من قبل المجتمع الدولي، وأن «خطوة مؤلفة من مرحلتين تلائم توجه البيت الأبيض الذي يرى برؤية ترامب خطة سلام وليس خطة ضم».
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
22/06/2020
1269