+ A
A -


شُكراً آدم، من قصتكَ تعلّمتُ أنّ البعضَ مرضى ولا يحتاجون إلى أسبابٍ ليكرهوا! فإبليسُ كرهكَ وما فعلتَ له شيئاً!
شُكراً آدم، من قصتكَ تعلّمتُ أنّ لا أُصدّقَ كلّ ما أسمع، وأنّ لا أغتَرَّ بالمظاهر فالذّئاب كثيراً ما ترتدي ثياب الوعّاظ، والحاقدون يأتون بهيئة النّاصحين، فإبليس أخرجكَ من الجنّة بقوله: «هل أدلكَ على شجرة الخُلد وملكٍ لا يبلى»!
شُكراً آدم، من قصتكَ تعلّمتُ أنّ أمراضَ القلوبِ أشدُّ فتكاً من أمراضِ الأجسام، فالحسدُ هو الذي طرد إبليس من رحمة الله، وهو الذي دفع ابنكَ ليقتلَ أخاه!
شُكراً آدم، من قصتكَ تعلّمتُ أنّ الذنبَ مهما كان كبيراً فرحمة الله أكبر منه إن أعقبه الندم، ذنبكَ أخرجكَ من الجنّة، وانكسارك لله أعادكَ إليها!
شُكراً آدم، من قصتكَ تعلّمتُ أنّهم إذا أرادوا أن يُمرروا رذيلة غيّروا اسمها، شجرة المعصية صارت شجرة الخلد، والربا صار فائدة، والخمر صار مشروبات روحيّة، والشذوذ صار مثليّة، ومجلس البلطجة صار مجلس الأمن، والدول المنحازة صارت دول عدم الانحياز.
شُكراً آدم، من قصتكَ تعلّمتُ أنّ البعضَ لا يمكن إرضاؤهم مهما حاولت، فإبليس لم يرضَ عن الله في سمائه، فكيف يرضى النّاس عن النّاس في أرضه!
شُكراً آدم، من قصتكَ تعلّمتُ أنّ الله كان قادراً على أن يخلقَ حوّاء من تراب كما خلقكَ، ولكنّه خلقها من ضلعكَ، لتعطفَ عليها لأنّها قطعةً منكَ، ولتحنّ إليكَ لأنّكَ كلّها!
شُكراً آدم، من قصتكَ تعلّمتُ أن لا أحتقرَ من خلق الله أحداً، فغرابٌ صغير علّمنا كيف ندفن موتانا!
شُكراً آدم، من قصتكَ تعلّمتُ أنّ الصّراع بين الحقّ والباطل هو نفسه في كلّ زمن، ولكنّ الجنود هم الذين يتغيّرون!
شُكراً آدم، من قصّتكَ تعلّمتُ أن البعض يفعلون أيّ شيءٍ لبلوغ مآربهم، فأحدهم قتل أخاه لأجل امرأة!
شُكراً آدم، من قصتكَ تعلّمتُ أنّ العمر مهما طال فله حدّ، وأنّ الإنسان مهما عاش على ظهر الأرض فنهايته في بطنها، ألف عامٍ عشتَ ثم مضيتَ إلى القبر!


أدهم الشرقاوي
copy short url   نسخ
02/07/2016
3638