بذور تَوَرقَتْ!

جاسم ابراهيم فخرو
اجمل إنجاز يمكن أن تعتز به أي دولة سوّية قبل بناء الطرق والمباني هو بناء الإنسان الذي على ساعده ينهض الفكر والثقافة وبالتالي نهضة الوطن الذي لابد ان يقوي دعائمه على يد ابنائه. وكما قامت وزارة الاوقاف بتهيئة الشباب القطري للأخذ بدورهم والاخذ بزمام الأمور وخدمة وطنهم ودينهم، وكانوا خير سند للمجتمع في عزلته فأدوا الامانة على أكمل وجه كلٍ في تخصصه ومجاله، فإن في الجانب الآخر اتوقف عند تلك البذور التي تورقت ونضجت وفاحت ريحتها العطرة في سماء الوطن والتي اثلجت صدورنا وهي تكالب الشباب القطري من الجنسين لبناء فكرهم والتسابق في مجال التأليف عندما اتيحت لهم الفرصة ووجدوا المناخ الملائم وفتحت لهم وزارة الثقافة والرياضة مشكورة بقيادة وزيرها الطموح سعادة صلاح غانم العلي ابوابها وأوجدت لهم التربة المناسبة ضمن استراتيجيتها الوطنية. وذلك من خلال قيام وزارة الثقافة بعدة خطوات وقرارات هامة وبناء شراكات ناجحة مع مؤسسات وطنية عامة وخاصة كانت نتيجتها هذا الزخم الجميل من الكتب التي كتبت بأيدي وفكر المؤلفين الشباب خاصة. من تلك الوسائل تفعيل دور المراكز الشبابية التي تبحث في هوايات الشباب، ويتم من خلالها إعداد برامج حسب الهوايات المختلفة لتمكين الشباب من تحقيق طموحهم وشغفهم للكتابة والتأليف وغيرها. ولا شك ان في تأسيس وزارة الثقافة للملتقى القطري للمؤلفين الذي يقوم بدور فعّال ضمن اختصاصها، وكذلك اعادة رسم سياسة معرض الكتاب السنوي والاهتمام بوضع حيز مميز للكتاب والمؤلفين القطريين لابراز مؤلفاتهم والمساعدة في تكوين شخصيتهم وبناء الثقة فيهم من خلال حفل تدشين كتبهم والتوقيع عليها تحت الأضواء. كما قدمت وزارة الثقافة نموذجا رائعا في التعاون مع عدة جهات في سبيل سعيها لتأسيس جيل مثقف يعتمد عليه الوطن ويفخر به مثل التعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي والاستفادة من برامجها الصيفية واللجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم من خلال برامج مشتركة ومع جمعية قطر الخيرية في برنامج كتّاب المستقبل كشركاء فاعلين وذوي مبادرات متميزة. ولاشك ان في إنشاء ثلاث دور للنشر تلك الخطوة الاهم لتبني وتشجيع الشباب للمضي قدما في طريق الفكر والثقافة والتأليف وهذا كله غيض من فيض لبناء الثقافة وبناء الإنسان. حفظ الله شباب الوطن فهم الحاضر الجميل والمستقبل الباهر. والشكر لوزارة الثقافة على هذا التجلي.

[email protected]