غزة- قنا- الأناضول- استشهد 14 فلسطينيا، وأصيب آخرون بجروح في قصف شنه الاحتلال الإسرائيلي، أمس، على مواطنين في «حي السلاطين» بمدينة (بيت لاهيا) شمال قطاع غزة، ومحيط سوق «الشيخ رضوان» غربي مدينة غزة.
وأفادت مصادر طبية، في تصريحات، باستشهاد ثمانية فلسطينيين، وإصابة آخرين بجروح جراء قصف إسرائيلي لمواطنين في «حي السلاطين» بمدينة (بيت لاهيا)، كما استشهد خمسة آخرون وأصيب نحو 20 آخرين، معظمهم من الأطفال، في قصف استهدف محيط سوق «الشيخ رضوان».
إلى ذلك، أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح إثر قصف مدفعية الاحتلال مجموعة من المواطنين شرقي «مخيم المغازي» وسط القطاع، في وقت أكدت مصادر طبية استشهاد أكثر من 1250 مدنيا في عدوان الاحتلال المستمر على شمال قطاع غزة.
ويواصل الاحتلال عدوانه على غزة، مرتكبا أكبر المجازر في الأراضي المحتلة منذ ما يزيد عن 80 عاما، وسط صمت دولي وعجز عن وقف آلة الحرب الإسرائيلية التي تستهدف كل مناحي الحياة في القطاع.
وفي وقت سابق، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن الجيش الإسرائيلي يمنع وصول الطواقم الطبية إلى المصابين لتقديم المساعدة العلاجية لهم شمال غزة.
وقال متحدث الجمعية بغزة رائد النمس، للأناضول: «تتعرض الكوادر الطبية للاستهداف الإسرائيلي والقمع شمال غزة، والمرضى والمصابون لا يستطيعون الحصول على خدمات طبية، حيث يمنع الجيش الوصول إليهم».
كما استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، منذ فجر أمس، إثر سلسلة غارات نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية وصحية، لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات مكثفة على منازل وأماكن لجوء للنازحين، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين شهداء ومصابين.
وفي مدينة خان يونس، جنوب القطاع، استشهد أربعة فلسطينيين، بينـــــهم طــــفلة وامرأتان، جراء قصف استهدف منزلا في منطقة الشيخ ناصر.
وفي وقت سابق، أسفر قصف مروحي استهدف خيمة للنازحين في دير البلح، وسط القطاع، عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة عدد من الأطفال.
كما انتشلت طواقم الدفاع المدني ستة شهداء من تحت الأنقاض بعد استهداف تجمع للمدنيين في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة.
وأفادت (وفا) بأن قصفا مدفعيا وجويا وبحريا عنيفا استهدف حي النزلة بجباليا، حيث تضررت منازل ومبان على نطاق واسع، فيما لا تزال عمليات الإنقاذ مستمرة وسط تزايد الإصابات.
وفي شمال القطاع، ارتفعت حصيلة شهداء قصف المنازل قرب ميدان بيت لاهيا إلى 19 شهيدا وفقا لمصادر طبية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 43 ألفا و163 شهيدا، و101 ألف و510 جرحى، أغلبهم من النساء والأطفال.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان أمس، أن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الـ24 ساعة الماضية، خمس مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل منها للمستشفيات مائة وشهيدان، و287 مصابا، منوهة بوجود آلاف الضحايا تحت الركام دون أن تتمكن طواقم الإسعاف والهلال الأحمر من الوصول إلى جثامينهم.
وأطلق علاء الدين العطار رئيس بلدية بيت لاهيا نداء استغاثة عاجل، أعلن فيه أن المدينة منكوبة بسبب حرب الإبادة المستمرة والحصار المفروض عليها منذ 25 يوما.
وقال العطار في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) إن المدينة تعيش كارثة إنسانية وأصبحت بلا طعام ومياه، وبدون مستشفيات وإسعافات، وتعطل عمل الدفاع المدني فيها، وتوقفت خدمات الصرف الصحي والنظافة والاتصالات.
وطالب العطار بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في المدينة التي تتعرض للقتل والإبادة الجماعية، داعيا المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية والإنسانية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الإبادة الجماعية في المدينة.
وشدد على الحاجة الماسة لفتح ممر آمن لإدخال كافة المستلزمات الطبية والغذائية والوقود لإنقاذ المنظومة الصحية والخدماتية، وأضاف: «يجب التدخل لتوفير معدات الدفاع المدني والإسعافات لمدينة بيت لاهيا، للعمل على انتشال الشهداء والمصابين من تحت الأنقاض، لاسيما بعد ارتكاب الاحتلال لعدد من المجازر بحق الفلسطينيين في المدينة».
ولفت رئيس بلدية بيت لاهيا إلى الاحتياج الملح لإدخال الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات التحلية ومضخات الصرف الصحي، والآليات الثقيلة لفتح الطرق وإزالة الركام لتسهيل حركة الفلسطينيين وسيارات الإسعاف والدفاع المدني.
وأدان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، الهجوم الإسرائيلي على مبنى مؤلف من 5 طوابق في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وقال بوريل في منشور عبر منصة «إكس»، إن المشاهد القادمة من بيت لاهيا «مروعة»، لافتا إلى «مقتل ما لا يقل عن 100 شخص في الهجوم».
وفي معرض إدانته للهجوم، أفاد بوريل: «لا يزال التجاهل قائما لمبادئ التناسب (في الرد) وحماية المدنيين».
وأضاف: «لن نتوقف عن إدانة ذلك والمطالبة بالمحاسبة».