أصبحت قدرة الأجهزة الذكية على قراءة أفكار البشر أقرب إلى الواقع مما كان يُعتقد سابقا، وبات هذا التقدم، الذي كان يُعد ضربا من الخيال العلمي، في متناول اليد مع التطورات الحديثة في التقنيات الذكية.
ويرى خبراء أن السؤال الذي بات يطرح نفسه بإلحاح- مع التطور التقني السريع والهائل- هو «هل أصبحت الآلة قادرة على قراءة أفكار البشر؟»، بينما يرى متابعون أن هذا التساؤل، الذي كان يُعد ضربًا من الخيال العلمي، أصبح اليوم أقرب إلى الواقع مع التطورات الحديثة في تقنيات واجهات الدماغ والحاسوب.
هناك سيناريو مألوف لدى الكثيرين، حيث تتحدث مع صديق عن رغبتك في زيارة بلد ما، وفجأة تجد إعلانات عن هذا البلد تملأ صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بك، هذا الأمر، الذي كان يُفسر سابقًا بتتبع الخوارزميات لأحاديث البشر، أصبح أكثر تعقيدا مع ظهور حالات لم يتم فيها التحدث عن الموضوع شفهيًا أو كتابيًا، مما يثير التساؤل: هل باتت الخوارزميات قادرة على قراءة الأفكار أيضا؟ ولفهم هذه الظاهرة، يجب العودة إلى نظرية الطاقة الأثيرية التي روج لها العالم نيكولا تسلا، ويقول فيها إن النظام البيولوجي بأكمله، بما في ذلك الدماغ والأرض نفسها، يعمل على الترددات نفسها، وتفتح هذه النظرية الباب أمام إمكانية التحكم في النظام العقلي للبشرية من خلال التحكم في هذه الترددات إلكترونيا.
ووفقا للعلماء فإن «الخوارزميات الجديدة ستساعد منظومات الذكاء الاصطناعي على تخمين ما يفكر به الأشخاص، من خلال تفسير الإشارات التي يصدرها الدماغ».
ولتطوير تلك الخوارزميات قام العلماء ببرمجتها ببيانات معينة، تحوي معلومات عن إشارات لأدمغة البشر كانوا قد جموعها مسبقا باستخدام أجهزة الرنين المغناطيسي، وتفسير كل إشارة، وبالتالي ستكون الخوارزمية قادرة على تحليل أي تخطيط مستقبلي للدماغ وتفسير آلية التفكير.
وأشار العلماء إلى أنهم قاموا باختبار هذه المنظومة على نحو 250 شخصا، حيث أظهرت الاختبارات فعالية الخوارزميات على تحليل الإشارات الدماغية بنسبة 87 %.
يذكر أن العلماء في السنوات الأخيرة بدأوا يولون اهتماما كبيرا لمسائل الذكاء الاصطناعي وتطوير أدواته، حتى أن بعض الدراسات أكدت أن أداء هذه التكنولوجيا، في غضون السنوات الـ10 المقبلة، سيفوق أداء الإنسان في ترجمة اللغات وقيادة الشاحنات وحتى تأليف الكتب.