+ A
A -
من الواضح بأن مهمة تشكيل الحكومة الجديدة في «إسرائيل» أصبحت أمام التواءاتٍ مُتعددة، نتيجة الواقع المتعلق بانتشار (فيروس كورونا)، حيث اتسعت الإصابات بين اليهود تحديداً، ويتوقع لها ان تزداد خلال الأيام القادمة، عل ضوء المعلومات المُتسربة اليومية من «إسرائيل» وارتفاع حدة الأصوات التي تُشير إلى هذا الخطر الداهم من قبل جهات رسمية «إسرائيلية».
وقد بعث ثلاثمائة طبيب مؤخراً، بينهم مدراء أقسام في المستشفيات ومسؤولون في الجهاز الصحي، بعريضة إلى «الرئيس الإسرائيلي»، رؤوفين ريفلين، عبروا فيها عن تخوفهم من الوضع السياسي، واستغلال نتانياهو لأزمة (فيرورس كورونا) لغاياتٍ سياسيةٍ، وخاصة تعطيل الكنيست، وتعطيل جهاز القضاء، وتعطيل عمل السلطة التشريعية. وانتقدوا أداء رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، وأشاروا إلى وجود آراء أخرى حول إدارة أزمة (فيروس كورونا)، لذلك فإن قائمة (كاحول/‏لافان) الآن، وبعد جملة التطورات الأخيرة، تُفضّل أن يتحمل نتانياهو بنفسه مسؤولية معالجة أزمة (فيروس كورونا)، والنتائج التي قد تترتب على تلك المعالجة، لذلك تريد مطمطة الأمور في تشكيل الحكومة تحت ذريعة الواقع الصحي على المستوى الداخلي، وعلى المستوى الأممي، وابقاء نتانياهو في معركة المعالجة الصعبة للواقع الصحي المُستجد، خاصة وأن محاصرة الوباء والقضاء عليه كليًا يُمكن أن يستغرق وفق التقديرات المتداولة مدة لا تقل عن أشهر، وربما تزيد عن سنة.
والآن، وبعد أن ضاقت فرص الجنرال بيني غانتس رئيس قائمة (كأحول/‏لافان)، في تشكيل الحكومة، في ظل أزمة تفشي (فيروس كورونا)، فإن قائمة (كاحول/‏لافان) تتجه للسيطرة على الكنيست عبر تغيير رئيسها (يولي إدلشتاين) وهو ماتم بالفعل عندما قدم الأخير استقالته من رئاسة الكنيست، واستبداله بعضو الكنيست (مئير كوهين)، على الرغم من تهديدات حزب الليكود بأن هذه الخطوة ستؤدي إلى وقف المفاوضات الثنائية لتشكيل حكومة وحدة. والسعي في الوقت نفسه لتشريع قانون تقدم به الرجل الثاني في قائمة (كاحول/‏لافان) يائير لبيد (رئيس حزب ييش عتيد)، يُثبّت «الحكومة الإسرائيلية» على وضعها الحالي كحكومة انتقالية لتسيير الأعمال، لمدة ستة أشهر إضافية، وفي نفس الوقت تعمل قائمة (كاحول/‏لافان) للسيطرة على السلطة التشريعية وسن قانون تمنع متهماً جنائيًا من ترؤس الحكومة المفترض تشكيلها ولو بعد حين.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
27/03/2020
1333