+ A
A -
بالطبع، إن واقع لاجئي فلسطين، في قطاع غزة، وسوريا ولبنان، بشكلٍ خاص، يفترض من وكالة الأونروا، الاستعداد العالي لمواجهة أي تسربٍ أو انتشار لجائحة (فيروس كورونا). وعلى هذا الأساس أطلقت الوكالة قبل أيام نداءها للدول المانحة من أجل التبرع بمبلغ يقارب الــ (14) مليون دولار لهذا الغرض. وبالفعل فإن الوكالة تنتظر تدفق التبرع المالي لها من قبل الدول المانحة لتنفيذ برنامجها الطارىء لمواجهة أي احتمالاتٍ لها علاقة بــ (فيروس كورونا).
وتُشير مُعطيات الوكالة، ومن خلال متابعتي لها، باعتباري (أنا وعائلتي) من لاجئي فلسطين المُسجلين على قيود الوكالة في سوريا، فإن وكالة الأونروا على اتصال وثيق بالسلطات المضيفة بدول اللجوء الثلاث (سوريا + لبنان + الأردن) إضافة للسلطة الوطنية الفلسطينية بالنسبة للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة (70% من سكانه ومواطنيه لاجئون)، والضفة الغربية (40% من مواطنيها وسكانها لاجئون). كذلك بمنظمة الصحة العالمية واللاعبين الرئيسيين الآخرين المشاركين على المستوى الأممي، في الحرب ضد (فيروس الكورونا).
الحمد لله، لم تُسجل إلى الآن أي إصابات بين لاجئي فلسطين، فالوكالة تتصرف الآن، وبحصافة، وبشكلٍ استباقي حيال التحديات المتتالية الناجمة عن وباء فيروس الكورونا (كوفيد-19). فقامت بتشكيل فريق عمل للطوارئ لتنسيق عمليات تخطيط وإدارة الإستجابة والتواصل بشأنها.
وتأتي إجراءات وكالة الأونروا، لحماية مجتمع لاجئي فلسطين من جائحة (فيروس كورونا)، في وقتٍ قال فيه الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) بأن (فيروس كورونا) أو (كوفيد ــــ 19) يُمثّل التحدي الأكبر للأمم المتحدة في تاريخها. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية بأن الفيروس قد أصبح جائحة عالمية وتتوقع أن الوضع سيصبح أكثر سوءاً قبل أن يتحسن.
في هذا السياق، إن عيادات الوكالة الصحية في مناطق عملياتها الخمس (سوريا + لبنان + الأردن + الضفة الغربية والقدس الشرقية + قطاع غزة) تستمر بالعمل لتقديم الخدمات الصحية الأساسية واتباع التوصيات بخصوص التقليل من انتقال (كوفيد ـــــ 19). وهنالك رعاية وبروتوكولات خاصة بالعزل لتحديد المرضى الذين يعانون من أعراض تنفسية. كما تم أيضاً تطبيق استعدادات أخرى وتدابير للتقليل من المخاطر: فالمرضى الذين يعانون من أمراض غير سارية يتلقون أدويتهم عن شهرين متتاليين وذلك من أجل تقليل تعرضهم للمرضى الآخرين، كما أن جمع النفايات الصلبة مستمر في كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية اللاجئة.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
21/03/2020
1638