+ A
A -
جاسم إبراهيم فخرو
أثبت المجتمع القطري أنه مجتمع جميل، مليء بالإيجابية حيال بلده ومستقبله، وأنه مجتمع يتقبل التغيير الموزون ويحب مواكبة التطور، نعم هذا ما قرأته وأنا أشاهد أهل قطر واهتمامهم باستخدام (المترو) مع بدء تدشينه سواء شباب أم فتيات كبارا أم صغار. وهذا الوعي وتقبل التطور أمر يثلج الصدر، حقيقة الكل انبهر بهذا الإنجاز الرائع لشركة الريل التي اهتمت بكافة التفاصيل بدون بخل أو نقصان، والذي جعل استخدام القطارات تجربة جميلة وممتعة.. فكل الشكر والتقدير لها. نحن نعلم ان مشروع الريل لم يأت للزينة ولكن لتوفير وسيلة نقل فعّالة تسهم في تخفيف زحام السيارات التي تئن منها الطرق بسبب الزيادة المطردة للسكان، إضافة إلى اننا بصدد استضافة واحدة من أكبر البطولات العالمية قريباً إن شاء الله وما سيتبعها من زيادة الازدحام. وعليه فقد بات من الأهمية أن تنتبه شركة كروة خاصة والدولة بصفة عامة لأهمية التطوير في وسيلة النقل الأخرى والموازية للمترو لزيادة الاستيعاب ألا وهي باصات النقل العام.
نعم شركة كروة وضعت بصمتها الراقية في تطوير خدمة سيارات الأجرة والنقل العام على مستوى الدولة، ولكن حبذا لو استمرت في تطوير خدمة الباصات العامة التي تحتاج إلى المزيد من الجهد والتطوير لتصبح وسيلة نقل أكثر فاعلية لآلاف الأفراد من سيّاح ومقيمين الذين لا يملكون وسيلة نقل كالسيارات، ولا نريدهم حقيقة يمتلكونها، ليخف الضغط على الشوارع وتخفيف الازدحام وتلويث الجو العام بسبب السيارات القديمة والمتهالكة التي تشوه المنظر العام وتلوث عوادمها الأجواء. إن الخدمة الحالية لباصات النقل العام حقيقة لا ترقى للطموح المنشود في حين أن تحقيقه ممكن جدا وليس بمستحيل لعدة أسباب منها مساحة المدن المناسبة جداً وتوافر الامكانيات المادية، وكل ما يحتاجه الأمر هو خطة محكمة وزيادة وتطوير محطات الانتظار بحيث تكون مريحة ومكيفة، وتقليص مدة الانتظار بزيادة أعداد الباصات، وحملة إعلامية لتوضيح آلية الاستخدام وأهميتها.. ولعل زيارة إلى المسؤولين في لندن عن النقل العام ستساعد كثيرا لخبرتها القديمة والرائعة والمميزة في هذا المجال التي تضاهي دقة الساعات السويسرية. إن تطوير خدمة باصات النقل العام ليس بأقل أهمية من خدمة المترو وسيارات الأجرة، فهي خدمة موازية لها نفس الهدف وكلنا أمل ألا يتم إهمالها والبدء في أسرع وقت.
copy short url   نسخ
01/03/2020
1934