+ A
A -
د. سعاد درير
لم يَعُد إنسانُ اليوم يَخْشَى ضربةَ تسونامي أو ضربةَ «سارس» أو حتى وباء «كورونا» بقدر ما صار يَخْشَى ضربةَ قريب من الأقارب الذين نَزلَ في حقهم الكثير ضمن آيات التنزيل المحكَم، بينما ما عاد أحد منهم يَحسب لكتاب الله حسابا..
إنهم أولئك القاحلة أراضي قلوبهم، فإذا بها لا تُنْبِتُ ولا تَجُود، وإذا بهم يَصلبونك على أكثر مِن عَمود، هُم الذين يتحولون مع مرور الزمن إلى حشرات زاحفة كُلّ همّها أن تَتَحَيَّنَ الفرصةَ لِتَزرع فيكَ سُمَّها..
هو هذا زمنك المالح، هو هذا زمنك الذي تَسود فيه لغةُ المصالح، فإذا بِذَوِي القربى يَنفثون أَدْخِنَتَهُم السامة لِيُلَوِّثُوا الجوّ النفسي ذاكَ الذي كثيرا ما تَرَقَّبْتَ أن يكون صِحّيا..
بعض الناس الذين كنتَ تتصور في حين من الدهر أن لك عليهم حقا ها هو يَذبل في أعماقهم وَردُ الإحساس، تَقسو قلوبهم من ثمة، تتقلَّصُ مساحة اعترافهم بوجودك رغم وجودك، ولا يَنتبهون إليك إلا عند حاجتهم إليك خدمة لمصالحهم التي تُميتُ فيهم آدميتهم..
هُم أولئك الذين يُبَيِّتُون لكَ أكثر من نِية، ولا يستكثرون عليك القتلَ المعنوِيَّ والتَّصْفِية، هُم أولئك الذين لا تراك عيونهم ولا تَسمعك آذانهم ولا تَذكر قلوبهم العابثة بأمثالك شيئا من الدَّم الذي يربطهم بك..
في عيونهم الناظرة إليكَ خلسةً يَغيب الاحترام، في عيونهم الشزراء يَتَمَدَّدُ مارد الانتقام، وفي عينيك البائستين تَنتحِبُ عصافير الغرام تلك التي تَستشعر الكثير من الحنين إلى العودة إلى الشجرة الأُمّ..
في أوقاتك الصعبة التي تُعادِلُ مَشْهَد كوميديا قاتمة بسببهم، تراك تَأمل أن يَبتلعَهُم «الطاعون» و«الكوليرا»، فأَقَلّ ما لا تكفر به مما تَشتهيه لهم هو الإسهال ثم الإسهال ثم الإسهال، إنه الإسهال الذي لا تَسعه مراحيض ولا تُلَمْلِمُه مناديل قُطنية ولا تَمْتَصُّه حَفَّاظات مِن الحجم الكبير..
عَبَثًا هُم يَركضون في حَلَبة الحياة لِيَهزمك الواحد منهم شَرَّ هزيمة، وما أَحُْقَرَه عندما يُقهقه أوانَ سقوطك أَبْشَعَ سقوط..!
صَدِّقْ يا صديقَ أيَّامي الحُلوة والْمُرَّة أننا أصبحنا نَعيش العَبَثَ بِكُلّ المقاييس.
نافِذَةُ الرُّوح:
- «الخائنُ مَن يأخذ بيَدِكَ في الضوء ويَنصب لك في الظل أكثر مِن مَصيدة».
- «بين البقر والحمير حَليب».
- «إهانة لنفسكَ حُبّكَ مَن لا يستحِقّ».
- «جَرِّبْ أن تَكون رجُلَ المواقف مرة واحدة قبل رَحيلك».
- «تَعَلَّم مِن الشمعة أن تَبكي بضمير».
- «عند غياب الأخلاق يَسقط سَقفُ الحُبّ».
- «خِيانتهم لمشاعرِكَ تُعَلِّمُكَ ألاَّ تُصَدِّقَ عُيُونَهُم».
copy short url   نسخ
13/02/2020
2063