بيروت- قنا- الأناضول- وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه المستمرّ على لبنان، حيث استهدف للمرة الأولى منذ بدء الحرب قلب العاصمة بيروت، حيث شنّ غارة بعيد منتصف الليل على مبنى في منطقة الكولا، ما أدى إلى سقوط أربعة شهداء وأربعة جرحى.
ويتواصل لليوم الثامن العدوان الواسع على جبهة لبنان، وسط غارات إسرائيلية عنيفة تخلف عشرات الشهداء والجرحى يومياً في مناطق مختلفة، في وقت يترقب العالم رد إيران وحزب الله على اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، إلى جانب قادة آخرين، من بينهم علي كركي قائد الجبهة الجنوبية بالحزب. وكشفت وحدة مخاطر الكوارث في لبنان عن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي 216 غارة على مناطق مختلفة من لبنان خلال يوم واحد، مشيرة إلى عبور 36 ألفاً و188 سورياً و41 ألفاً و307 لبنانيين إلى سورية منذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، في وقت تحذر فيه منظمات أممية ودولية من اندلاع أزمة إنسانية تلوح في الأفق.
يأتي هذا في وقت يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لشن «عملية برية محدودة» في لبنان، وسط ضغط أميركي غير مسبوق لمنع هذه الخطوة، حسب هيئة البث الإسرائيلية، التي قالت إن «المستوى السياسي (الحكومة) يفكِّر جدياً في تنفيذ العملية البرية المحدودة، رغم ممارسة واشنطن ضغطا غير مسبوق خلال الأيام القليلة الماضية، لمنع مثل هذه الخطوة». ويدعي مسؤولون إسرائيليون، حسب تقارير إعلامية في الأيام القليلة الماضية، أن العملية البرية المحتملة ستهدف إلى إقامة «منطقة أمنية عازلة جنوبي لبنان». ولم تتخذ الحكومة، برئاسة بنيامين نتانياهو، حتى الآن قراراً نهائياً بشأن تنفيذ عملية برية أو عدمه، وفق الهيئة. وكانت وزارة الصحة اللبنانية، قد أعلنت أمس، مقتل 63 شخصا وإصابة 92 بسلسلة غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة جنوب وشرق البلاد. وأفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أمس، بارتفاع حصيلة ضحايا غارة إسرائيلية مساء الأحد على بلدة عين الدلب شرق صيدا (جنوب) إلى «45 شهيدا و70 جريحا».
وسبق أن أعلنت الوزارة مساء الأحد، مقتل 24 شخصا وإصابة 29 آخرين في الغارة ذاتها، ما يعني ارتفاع عدد الضحايا بمقدار 21 قتيلا و39 جريحا.
كما أعلنت الوزارة في بيان ثان عن «12 شهيدا و20 جريحا» في «غارات العدو الإسرائيلي» فجر أمس على منطقة الهرمل شرقي لبنان.
وقتلت طائرات حربية إسرائيلية، أمس، 6 مسعفين وأصابت 4 في غارة على مركز للدفاع المدني في بلدة سحمر بالبقاع الغربي (شرق)، وفق بيان ثالث لوزارة الصحة.
وللقبول بوقف إطلاق نار، اشترط وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في رسائل أرسلها إلى نظرائه في 25 دولة، تحريك «حزب الله» إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه، حسب هيئة البث العبرية (رسمية).
من جهته أكد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» نعيم قاسم، أمس، أن الحزب سيستمر بإسناد قطاع غزة بمواجهة إسرائيل، وجاهز لأي التحام بري معها، وسينتخب أمين عاما جديدا له قريبا، خلفا للراحل حسن نصر الله. حديث قاسم جاء في كلمة متلفزة استمرت نحو عشرين دقيقة، حاول فيها طمأنة جمهور «حزب الله» واللبنانيين عامة، كما أرسل رسائل خارجية بشأن مستقبل الحزب بعد اغتيال إسرائيل أمينه العام نصر الله الجمعة. وقال قاسم: «خلافا لما ذكرته إسرائيل لم يكن هناك اجتماع لعشرين من قادة الحزب عند استهداف نصر الله في الضاحية الجنوبية (لبيروت)».
وأوضح أن مَن كانوا في الاجتماع مع نصر الله هم: القيادي في الحزب علي كركي، وقائد حرس نصر الله إبراهيم جزيني، ومرافق آخر يدعى سمير حرب، والقائد في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان.
واتهم قاسم الولايات المتحدة الأميركية بتقديم دعم عسكري غير محدود لإسرائيل. وعن مستقبل «حزب الله» قال: «رغم فقدان بعض القادة والاعتداء على المدنيين لن نتزحزح عن مواقفنا الصادقة الشريفة».
وأردف: «ستواصل المقاومة الإسلامية (حزب الله) مواجهة العدو الإسرائيلي، مساندةً لفلسطين ودفاعاً عن لبنان».
وشدد على أنه بعد اغتيال نصر الله «استمرت عمليات المقاومة بالوتيرة نفسها وأكثر.. نتابع القيادة والسيطرة وفق هيكلية الحزب، وهناك بدائل لكل قائد حين يصاب».
وأضاف: «سنختار أمينا عاما للحزب في أقرب وقت ممكن حسب هيكلية الحزب، وكونوا مطمئنين فالخيارات ستكون سهلة». ومضى قائلا: «نتابع تنفيذ الخطط البديلة التي وضعها نصر الله قبل اغتياله».