الحياة البرية في قطر

تُعد قطر موطناً لمجموعة متنوعة من النظم البيئية الفريدة، مما يجعلها موئلاً مثالياً لعدد كبير من أنواع الحياة البرية المتنوعة التي تزدهر في درجات حرارة أكثر دفئاً في تضاريس الدولة وحولها.وتخلق مشاهد الحياة البرية في قطر مشهداً جذاباً لزوارها؛ حيث تتنوع بين استضافة مراكز الهجرة المتواضعة لطيور النحام إلى تسهيل مناطق التعشيش الآمنة للسلاحف البحرية.ويعتبر حيوان المها العربي، ذو القرون الطويلة التي تشبه الرمح والعلامات الواضحة والمتباينة، هو واحد من أربعة أنواع من الظباء التي تعيش في بيئة صحراوية قاسية وموطنها الأصلي شبه الجزيرة العربية؛ إذ يعد المها الحيوان الوطني لدولة قطر.ويمكن التعرف بسهولة على حيوان المها العربي من خلال مظهره الأبيض الساطع (الفرو الخفيف) الذي يعكس أشعة الشمس، والحوافر العريضة التي تمكّنه من السير بسهولة نسبية في الرمال، إلى جانب القرون الطويلة والمميزة والمنحنية قليلاً التي تستخدمها الذكور والإناث على حدٍ سواء. ومن المعروف أن المها حيوان يتمتع بقدرة هائلة على المشي لمسافات طويلة في الصحراء؛ حيث يقطع أحياناً أكثر من 70 كم خلال الليل. لطالما كان سكان شبه الجزيرة العربية يعُدّون حيوان المها العربي رمزاً للجمال منذ قرون. وتحظى الظباء، بقرونها الضخمة وجسمها الأنيق، بأهمية ثقافية كبيرة في الخليج. ونظراً لكون حيوان المها أكبر الظباء حجماً في المنطقة، فإنه يتمتع بقوة تحمل كبيرة تُمكّنه من العيش في واحدة من البيئات الطبيعية الأكثر قسوة في العالم.ولحسن الحظ، كان من ثمار التدابير الهائلة، التي اتخذتها قطر للحفاظ على المها، ما عُرف باسم عملية المها (إعادة توطين المها)، وقد مهّدت الطريق لتربية أعدادٍ لا يُستهان بها من هذه الحيوانات مع تقييد حريتها، وتم بعد ذلك الاحتفاظ بها في مجموعات خاصة حتى أُعيد إطلاقها أخيراً في البرية عام 1982. وهناك حالياً أنواع عديدة من المها تجوب البرية في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية بأكملها، مثل المها العربي والمها الشرق أفريقي والمها الجنوب أفريقي وغيرها الكثير.تُعرف محمية المها أيضاً باسم محمية المها العربي وهي المكان الذي تتكاثر فيه المها في قطر، وبعد الانطلاق في جولة في هذه المحمية، سيتمكن الزوار من فهم طبيعة هذه المها الأنيقة وتقدير أهميتها. ومن أشهر الطيور في البيئة القطرية طيور النحام، والتي تتدفق بالمئات في كل عام خلال فصل الشتاء إلى شواطئ قطر في طريق هجرتها السنوية من أوروبا وسيبيريا إلى إفريقيا. وخلال الفترة من نوفمبر إلى أبريل، يمكنك إلقاء نظرة على طائر النحام الكبير، وهو أكبر الأنواع الحية في عائلة طيور النحام، ويبلغ متوسط طوله من 110 إلى 150 سم، ويبلغ وزنه من 2 إلى 4 كجم في مواقع مختلفة على طول الخط الساحلي لقطر البالغ 563 كم.وفي السنوات الأخيرة، اكتشف علماء الطيور أن غابات القرم بالذخيرة، وهي إحدى العجائب الطبيعية في قطر، تمثل مكاناً مفضلاً تستريح فيه هذه الطيور الأنيقة. ففي هذه الأراضي الرطبة، يمكنها الخوض في المياه الضحلة والمالحة، ويمكنها بسهولة أن تتغذى على الأسماك والقشريات الأخرى. وتقع الذخيرة على بُعد 50 كم تقريباً شمال الدوحة، بالقرب من مدينة الخور، وهي واحدة من أقدم وأكبر محميات القرم في قطر، وتُعد غنية بالتنوع الحيوي وواحة خضراء في منطقة صحراوية.توفر أشجار القرم الكثيفة في الذخيرة بيئة محمية للحياة البرية وتعتبر مكاناً مثالياً لعشاق الطبيعة. وتمثل أشجار القرم في قطر إحدى الأشجار القليلة التي يمكن أن تنمو وتزدهر في مستويات الملوحة العالية التي تميّز الخليج العربي، ومن ثم فهي تعجّ بالحياة؛ حيث تجذب الأسماك وسرطان البحر والطيور وغيرها من الطيور المهاجرة بما في ذلك النوارس والغاقيات والخواضات والأوز والبط البري والبط النهري الصغير.وتقع جزيرة الخور بالقرب من الذخيرة وموقع استراحة آخر شهير تنتشر فيه طيور النحام في رحلة توقفها، وتُعرف الجزيرة أيضاً باسم بن غانم أو الجزيرة الأرجوانية. وكانت الجزيرة ذات يوم موقعاً مشهوراً لإنتاج الأصباغ، ولا سيما الصبغة الأرجوانية التي اكتسبت بسببها لقبها، وكانت تُمثل سابقاً موقع تخييم مؤقت للصيادين أو غواصي اللؤلؤ في وقتٍ مبكر من بداية الألفية الثانية قبل الميلاد.تتوفر خدمات ركوب الكاياك والألواح المخصصة للتجديف واقفاً من خلال العديد من منظمي الرحلات السياحية في المنطقة ويمكن حجزها مسبقاً، حيث تعرض متاجر المستلزمات ما لديها للأفراد والمجموعات لقضاء رحلات في وقت شروق الشمس وغروبها. ويرافق المرشدون المحنكون المُجدفين، لتوضيح طبيعة الحياة النباتية والحيوانية الفريدة في المنطقة للأشخاص غير المطلعين.