+ A
A -
عواصم- الجزيرة نت- قبل نحو عام أعلن الديوان الملكي السعودي عبر أوامر ملكية عاجلة تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد خلفا لولي العهد السابق محمد بن نايف الذي «عزل» من منصبه واختفى بعيدا عن الأنظار في ظروف يشوبها الكثير من الغموض، وكانت تلك الخطوة نهاية مرحلة وبداية أخرى ليس في السعودية فحسب، بل في المنطقة برمتها.
ولئن كان ولي العهد الجديد محمد بن سلمان تمكن من قلب بوصلة المشهد رأسا على عقب فالثابت أن ذلك لم يأت دفعة واحدة، بل منذ اعتلاء والده سلمان بن عبد العزيز سدة الحكم ملكا للسعودية قبل ثلاثة أعوام، حيث أصبح الرجل يضطلع بأدوار مهمة ومؤثرة منذ ذلك الحين.
استطاع الرجل تثبيت أقدامه في وحل الأزمة السياسية والدستورية بالمملكة، وذلك بعد أن تمكن من إزاحة الأمراء الواقفين بفعل السن و«الأحقية»، وأصبح ولي عهد أبيه والحاكم الفعلي للمملكة وفقا للكثيرين، لكن ذلك لم يحقق نصرا في اليمن، كما لم يخفف الأزمة الاقتصادية في السعودية، وزاد طين الأزمة الخليجية بلة بعد أن دخلت معطيات جديدة إلى المشهد إثر حصار قطر، ودخول منطقة الشرق الأوسط في حقيبة ترامب عبر صفقة القرن.
وما زالت ظروف وملابسات وصوله إلى ولاية العهد وما دار في الكواليس قبيل تنحية ولي العهد السابق محمد بن نايف محاطة بالكثير من السرية والغموض، خصوصا أن ابن نايف كان يوصف برجل أميركا القوي وحليفها الأثير في المملكة العربية السعودية.
وقد أثار مايكل وولف مؤلف كتاب «نار وغضب» مفاجأة مدوية حين كشف أن ترامب أبلغ أصدقاءه بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية أنه هو وصهره جاريد كوشنر قاما بهندسة انقلاب سعودي بالقول «لقد وضعنا الرجل الذي يخصنا على القمة».
وأشار إلى أن ابن سلمان تعهد للولايات المتحدة بأنه سيختصر عليها الطريق في ملفات المنطقة على أن يحصد مقابل ذلك شيئا من عظمة أميركا.
وفي أبريل الماضي قالت مجلة «ذا نيويوركر» الأميركية في تحقيق مطول للكاتب الصحفي الأميركي المخضرم ديكستر فيلكينز تحت عنوان «بحث أمير سعودي عن نسخة جديدة للشرق الأوسط» إن إدارة ترامب وجدت في بن سلمان ضالتها ليكون «عميلا» توكل إليه مهمة تغيير المنطقة، مشيرة إلى الدور البارز للإمارات في ذلك.
قوبل مرور ذكرى عام ابن سلمان الأول بتغريدات من الفريق الموالي له، حيث اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنه في هذا العام الواحد «تحققت منجزات واتسع الطموح وفتح وطننا أبواب المستقبل» وفق تعبيره.
لكن صوت القضبان لم يغب عن هذه الذكرى، حيث غردت زوجة المعتقل الليبرالي رائف بدوي من حسابه على تويتر -وفق ما ظهر من سياق التغريدة- مناشدة الأمير ابن سلمان الإفراج عن زوجها والسماح له بالالتحاق بأسرته في كندا.
وقرر حساب نفوغرافيك السعودية القفز أعلى، حيث اعتبر أن ابن سلمان حقق المستحيل، حيث «قلل الاعتماد على النفط، وأنشأ مدينة المستقبل «نيوم»، وأوقف كبار الفاسدين، وحسم قيادة المرأة للسيارة، وأسس لأكبر مدينة شمسية في العالم، وأعاد فتح دور السينما».
بيد أن ما لم تقله حسابات المقربين من ابن سلمان أن الرجل ساهم خلال عامه الأول في تقطيع أواصر الأسر الخليجية من خلال الحصار الذي فرضته بلاده على قطر دون أي اعتبار لحقوق الأخوة والجوار، ولا لحقائق الأشياء ومنطق التوازنات الدقيقة في المنطقة.
ولا تمثل الأزمة الخليجية وحدها عنوانا لفشل سياسات ابن سلمان، بل تبرز الأزمة اليمنية هي الأخرى عنوانا دالا في هذا السياق، حيث «فشلت الحرب في اليمن فشلا ذريعا تقشعر له الأبدان» حسب وصف صحيفة ليزيكو الفرنسية ضمن مقال لها عن «عثرات ابن سلمان».
وبينما واصل ابن سلمان في عام ولايته الأول حصار قطر وحرب اليمن دخل في «صفقات» وتفاهمات أخرى تجعل الطريق سالكا نحو علاقات دافئة لا يستبعد كثيرون أن تتم إقامتها بين إسرائيل وبلاد الحرمين في ظل خطوات تضافرت في الآونة الأخيرة، فقد نسبت فرانس برس لمسؤول إسرائيلي أن المسؤول السعودي الذي زار إسرائيل سرا في سبتمبر الماضي هو محمد بن سلمان.
copy short url   نسخ
13/06/2018
2653