+ A
A -
أربعة أحداث متسارعة، ومتزامنة، وقعت داخل إسرائيل بشأن تشكيل حكومة جديدة، ففي الحدث الأول وبعد فشل الجنرال بيني غانتس في تشكيل حكومته «الإسرائيلية»، بدأت المهلة القانونية الممنوحة للكنيست والتي تنتهي بتاريخ 11 ديسمبر 2019، والتي يُمكن خلالها لأي عضو من أعضاء الكنيست تشكيل حكومة شريطة حصوله على تأييد 61 عضواً من أعضاء الكنيست، وحال انتهاء المدة دون تشكيل حكومة الاحتلال، يتم حل الكنيست بشكل تلقائي والذهاب لانتخابات ثالثة على أن تجري خلال تسعين يوماً، والموعد المتوقع لإجراء الانتخابات يقع في الثالث من شهر مارس 2020. لكن رئيس دولة الاحتلال رؤبين رفلين يحاول تفادي الوصول لإنتخابات تشريعية ثالثة لأكثر من سبب، لذلك عَقَدَ جلسات مشاورات ماراثونية مع عدد من أعضاء الكنيست من الحزبين الكبيرين (الليكود، وكاحول/‏لافان)، في محاولة لتجنيد دعمهم لتشكيل حكومة «وحدة وطنية».
أما الحدث الثاني، فقد جاء بعد أن أعلن المستشار القانوني للحكومة «الإسرائيلية»، أفيحاي مندلبليت، توجيه الاتهام إلى بنيامين نتانياهو في ثلاثة ملفات من أصل أربعة تتعلق بالفساد، كانت مدار تحقيقات مكثّفة في المدة الماضية، وألقت بظلالها على مجمل المؤسسة السياسية في «إسرائيل»، وهو ما قد يمنع نتانياهو من تشكيل حكومة جديدة، حتى لو استطاع استمالة بعض الأطراف، وخاصة حزب (إسرائيل بيتنا) بقيادة أفيغدور ليبرمان للدخول معه في ائتلافٍ حكومي.
أما الحدث الثالث، فيتعلق بانطلاق أصوات عدة، تطالب باجراء انتخابات داخل حزب الليكود، للتخلص من نتانياهو بعد أن بات عبئاً على الحزب. فقد انتقد عضو الكنيست القوي في الليكود (جدعون ساعر) رئيس حزبه ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، معتبراً اياه غير قادر على تشكيل حكومة بسبب لائحة الاتهام المرفوعة ضده. ودعا ساعر لإجراء انتخابات تمهيدية عاجلة في الليكود لمنع إجراء انتخابات برلمانية ثالثة، وبالتالي إزاحة نتانياهو عن قيادة الليكود، والإتيان بقيادة جديدة تكون مقبولة لباقي الأحزاب لتشكيل حكومة «وحدة وطنية». واعتبر (جدعون ساعر) أن نتانياهو لن يستطيع تشكيل حكومة في انتخابات ثالثة أو خامسة. مشدداً على ضرورة إجراء انتخابات تمهيدية عاجلة في الليكود قبل نهاية الأيام الـ 21 التي يُمكن خلالها تشكيل حكومة جديدة. وفي هذا الصدد، إن عضو الكنيست نير بركات من (الليكود) تدخل في محاولة لتهدئة الوضع داخل الليكود، إذ إقترح بركات تأسيس منصب جديد في الحزب هو القائم بأعمال رئيس الليكود، في مسعى لمنع حدوث «انقلاب» من جانب مسؤولي الليكود، والتخطيط بالاتفاق مع نتانياهو، في حال اضطر إلى تعليق مهامه بسبب احالته للقضاء. وفي (نير بركات)، فإن هذا الحل سيتيح إجراء مفاوضات مع حزب (أزرق/‏أبيض) وتفادي اللجوء لإنتخابات تشريعية ثالثة.
أما الحدث الرابع، فكان في رسالة الجنرال بيني غانتس رئيس حزب (ازرق/‏ابيض) لكبار مسؤولي حزب الليكود وكافة مواقعه التنظيمية، حين دعاهم إلى التعاون معه. وقال في بيان لوسائل الإعلام. «قادة الليكود، هذا هو الوقت لسماع صوتكم، الأيام والأسابيع القليلة الماضية لا تترك مجالًا للشك.. نتانياهو يخاطر بإشعال حرب أهلية بيننا». وأضاف غانتس: «أنا أحترمكم وأدعوكم للشراكة معكم. حتى لو لم نتفق على كل شيء، فإنكم، مثل رفاقي ومثلي، شركاء في القيم الصهيونية وشركاء في الوحدة. هذا هو وقتكم لطرح مخاوف الماضي وتهديداته جانباً، ودفع المجتمع نحو حقبة جديدة وتضميد الجراح والشفاء».
الوضع «الإسرائيلي» الداخلي مازال معقداً لجهة تشكيل الحكومة، لكن الخيارات المختلفة تبقى مفتوحة، فيما يلعب نتانياهو على عامل الوقت، ويحاول تمرير أطول فترة زمنية ممكنة، قبل أن يقول القضاء كلمته الأخيرة بشأن ملفات الفساد التي تلاحقه.
بقلم: علي بدوان
copy short url   نسخ
25/11/2019
2151