+ A
A -
يغرد مساء أن هناك مفاجأة، ثم يغرد مرة أخرى للإعلان عن المفاجأة الكبرى ألا وهي مقتل البغدادي بل وتم نسفه نسفا ولم يعد له وجود هكذا يقول الرئيس الأميركي ترامب، لتتناقل كبريات الصحف ووسائل الإعلام العالمية والعربية هذا الخبر الذي ارتاحت له الأمم، والمخلص كان الأميركان أبطال العصر الحالي. وكما اختفى بن لادن وجثته معه اختفى البغدادي وجثته معه؟! وعلى الناس كرها أو طوعا تصديق الخبر والتهليل له، ومتى كل هذه الأحداث لرجل هو صنيعة أجهزة استخباراتية.
وقد سمعنا بعض القوى السياسية تقر بذلك كما كان الحال بالنسبة لأسامة بن لادن والقاعدة،، ولننتظر قليلا ظهور شرير آخر وفرقة أخرى!
هل البغدادي قتل أم أنه اختفى بعدما أدى مهمته على أكمل وجه في قتل المسلمين وتشويه سمعتهم عالميا، والمساهمة في القضاء على اقتصادهم وتدمير بلادهم.
ليس هذا المهم، المهم إلى متى تضحك الأمم علينا وإلى متى يتأمر بعض الحكام على شعوبهم وإلى متى الجري وراء الغرب بدون النظر إلى مصلحة الأمة والكل يعي ما يريده الغرب منا ولمستقبل أمتنا؟!
انتفاضات الشعوب لم تأت من فراغ ولكن المشكلة أن الذئاب لا تهرول عبثا، فكل مرة تنطلق الشعوب في ثورة يتم ركوبها والسيطرة عليها من قبل نفس الشريحة وإنما بأقنعة جديدة وتوجيهات الأسياد أولئك الذين يخلقون الاستراتيجيات بدهاء ودقّة.
باراك أوباما دمر المنطقة بالدهاء السياسي وأنهاها ترامب بدهائه الاقتصادي، ولا زلنا نلهث وراء أميركا أو أي قوة تتعطف علينا وتأخذنا بين أحضانها لتعصرنا بمحبة وتخرج ما فينا؟!
ولا نفتأ نتذكر محمدا صلى الله عليه وسلم وصحبة كقصص من التاريخ، ونحن نقزقز اللب ونشاهد الأفلام الهوليوودية التي تحقّر من تاريخنا المضيء، وتمجّد من تاريخهم الأسود برضا وانسجام.. ولا حول ولا قوة الا بالله. وأظل أقول إني أحمد الله بأنه كتب على نفسه سبحانه الحلم، والسؤال الذي يطرح نفسه إلى متى سيستمر هذا الاستخفاف بعقولنا وهذه القصص السمجة؟!
بقلم: جاسم إبراهيم فخرو
copy short url   نسخ
29/10/2019
1520