+ A
A -
جاسم إبراهيم فخرو
أزمة الحصار التي مزّقت النسيج الخليجي شر ممزق لا تزال حاضرة، ولم تكن بدايتها سهلة أبدا وستظل ذكراها في ذاكرة الأجيال مهما طال الزمان، ولن ننسى الموقف الصلب الناضج للقيادة القطرية والدور الذي قام به المسؤولون بلا استثناء كلٌّ من موقعه. والشعب القطري الذي غلّف كل ذلك بتوحيد صفوفه وصده لأي محاولة غدر أو فتنة حاولت اختراق الجسد الوطني، وليطلق بقوة صرخة واحدة بدون تردد مع إخوانهم المقيمين (كلنا تميم). فكانوا سور الصد والإعلام والجيش والبرلمان في آن واحد، وبأصالة قطرية لا تشوبها شائبة؛ لأن الحدث جلل.
مآسي وقصص وبكاء الأطفال والأمهات والآباء ضحايا هذا التصرف الصبياني الأرعن والقصص الإنسانية التي تعرضت لها العائلات من جراء هذا الحصار الغاشم على أيدي دول الحصار، بعد فرض إجراءاتهم التعسفية اللامعقولة ضد المدنيين، بما يتنافى مع الدين والمنطق والأعراف ومبادئ وقواعد حقوق الإنسان العالمية.
تلك المصيبة الإنسانية التي أتت من ذوي القربى، والتي فرقت بين الأم وأبنائها وبين الزوجة وزوجها وتشتت فيها أسر وعائلات انبرى لها وجيه من رجالات قطر وفرسانها الأجلاء، وهو سعادة الدكتور علي بن صميخ المري الذي لم يكل ولم يمل من القيام بواجباته كرئيس للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر. فلا تزال معركته وفريق عمله في أوج قوتها وحامية الوطاس حتى الساعة وهو يصارع أربع دولاً وافتراءاتها وجبروتها ومؤسساتها دفعة واحدة بروح الرجولة والفرسان. حقيقة احترمت وأكبرت في التزامه وخبرته وإخلاصه لمهامه تلك، فليس من الهين والسهل أن يحمل هموم مئات الأسر وإقناع ومخاطبة والاجتماع مع نحو 500 من الجهات الحقوقية والمنظمات الدولية والإقليمية حكومية وغيرحكومية على مستوى العالم بخلاف السفر والعناء، والذي استطاع بحنكته وعلمه ودماثة أخلاقه ومصداقية القضية التي يمثلها من كسب التعاطف الدولي مع الضحايا وانتزاع الأحكام الدولية لصالحهم ورفع الغبن عن المتضررين من المواطنين والمقيمين ومواطني دول الحصار الذين يعيشون على أرض دولة قطر وإنصاف الضحايا لاستعادة حقوقهم المسلوبة من قبل دول الحصار دون خجل أو رحمة، بل تصدى ببسالة وقوة ضد دعوات التحريض التي أطلقها مسؤولون بارزون بدول الحصار ضد إعلاميين وقنوات إعلامية قطرية التي رآها جريمة تعاقب عليها القوانين الدولية ومساسا بحرية الإعلام والتعبير. فكان صوت الوطن والبشر في المنابر الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني.
رأيت من المهم إلقاء الضوء على هذا الفارس والدور الهام الذي يقوم به كنموذج يفخر به الوطن وقياداته وأبناؤه. ونسأل الله له التوفيق والنصر في معركة الحق التي يخوضها.
اللهم آمين
copy short url   نسخ
29/09/2019
1747