+ A
A -
د. سعد ناجي جواد كاتب وأكاديمي عراقي

ما حدث في غزة في الأيام الماضية يدمي القلب والعين معا. وهذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة. ولقد كُتب الكثير عن هذه الجريمة والجرائم الكثيرة التي قبلها، وسيكتب الكثير عن التي سترتكب بحق الشعب الفلسطيني في قادم الأيام، وبالأخص تلك التي ترتكب بحق أبناء غزة وحتى تحقيق النصر النهائي بإذن الله.لكن ما جرى يستوجب مناقشة الموضوع من زوايا أخرى غير تلك المتعلقة بالجرائم المحزنة التي ارتكبت بحق أبناء غزة الأبطال والصابرين والذين يثبتون يوما بعد يوم أنهم نموذج رائع وفريد في المقاومة والصمود والاحتساب.أولا: يجب تثبيت حقيقة أن هذا العدوان الوحشي والذي تبجحت به إسرائيل والتي قالت بأنه لن يتوقف حتى يحقق كل أهدافه، قد توقف بمجرد اقتراح مصر وقفا لإطلاق النار، وكأن هدف الحكومة الإسرائيلية كان فقط استهداف الشهيدين تيسير الجعبري وخالد منصور، وأن غرضه أو هدفه الأساسي يتعلق بأمور انتخابية أو داخلية اسرائيلية بحتة.ثانيا: اذا ما قارنا ما حققته إسرائيل من خلال هذه العملية، يظهر ان تكاليف العدوان على إسرائيل كانت أكبر بكثير مما ادعت انها حققته في عدوانها على غزة. ثالثا: أغلب مراكز الأبحاث الغربية المحايدة تؤكد أن قدرة المقاومة الفلسطينية على جر إسرائيل إلى مواجهات مسلحة شاملة أو محدودة مقلقة تثبت فشل الكيان الإسرائيلي في التعامل معها بصورة حازمة ونهائية أو إنهائها بادعاء تحقيق نصر كامل فيها، (كما فعلت ونجحت في حروبها السابقة مع الدول العربية)، وبالتالي يمكن اعتبار هذه المواجهة، وسابقاتها، هي جزء من حرب استنزاف تفرضها المقاومة على إسرائيل وجيشها الذي لم يعد لا يقهر رغم امكانياته الضخمة، وان تكلفة هذه الحروب على إسرائيل في تصاعد مستمر.المحصلة النهائية لهذه المواجهة القصيرة، على الرغم من شدتها، الا ان نتائجها لم تظهر بعد. إسرائيل تكذب عندما تقول انها حققت أهدافها وانها (نجحت في جعل حركة حماس لا تدخل في المواجهة)، وهذان النجاحان مشكوك فيهما. فأولا ان خطر تعرضها لرشفات صاروخية اخرى ظل مستمرا، وثانيا ان محاولة شق الصف الفلسطيني، مع تعرضه لتصدع، لم تنجح، فكما هو واضح ان ما جرى لا يعني ان حماس قد تخلت عن هدف المقاومة. ولكن حماس بالتأكيد تظل مطالبة بتوضيح موقفها اولا لشعب غزة الصامد وثانيا لحليفها حركة الجهاد الاسلامي. رأي اليوم

copy short url   نسخ
09/08/2022
25