+ A
A -
حمادة فراعنة كاتب أردني

نجحت المستعمرة الإسرائيلية في توجيه ضربة موجعة لحركة الجهاد الإسلامي، باغتيال أحد قياداتها العسكرية المجاهد تيسير الجعبري، بقصف صاروخي لمنزله في برج فلسطين السكني، مما يعني أنه لا محرمات في سلوك المستعمرة وإجراءاتها العدوانية، لا يردعها أية خسائر محتملة للمدنيين، حيث لا اعتبار للفلسطينيين في نظر وتقييم القيادات الإسرائيلية من السياسيين والعسكريين.ليست عملية المستعمرة استثنائية، وليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، فالصدام والقتال والمواجهة بين الشعب الفلسطيني وقواه السياسية وفصائله المقاتلة من طرف، في مواجهة تفوق المستعمرة وجيشها وأدواتها وأجهزتها من طرف آخر، سجال سيتواصل بشكل دائم ومتقطع حتى ينتزع الشعب الفلسطيني حقوقه في المساواة والاستقلال والعودة.دوافع المستعمرة في تنفيذ هذه العملية ضد الجهاد الإسلامي يعود لعدة أسباب:أولاً تقديرها الأمني الذي أعلنته ووزعته وقالت فيه إن حركة الجهاد الإسلامي كانت تنوي تنفيذ عمليات ضد المستعمرة، ولذلك اتخذت حكومة يائير- بيني غانتس سلسلة من الإجراءات الاستباقية في اعتقال العشرات من قيادات الجهاد الإسلامي في الضفة الفلسطينية وفي مقدمتهم بسام السعدي أبرز قياداتها.ثانياً لأسباب انتخابية حيث يتنافس ثلاث قيادات من أحزاب المستعمرة يوم الأول من نوفمبر 2022، على موقع رئاسة الحكومة وهم: نتانياهو، يائير لبيد، بيني غانتس، ولذلك يسعى رئيس الحكومة المؤقتة لبيد، مع الوزير غانتس مستفيدين من مواقعهما التنفيذية في الحكومة وصنع القرار لتحقيق إنجازات عملية أمام الناخب الإسرائيلي.ثالثاً تسعى المستعمرة لتوجيه رسالة متعددة العناوين، عبر توجيه ضربة موجعة للفصيل الفلسطيني الأقرب إلى طهران، في ظل الاهتمام الدولي بالاتفاق النووي الأميركي - الإيراني، بهدف إحباطه، وزعزعة خطوات الاتفاق.المستعمرة تعمل بشكل متواصل لإضعاف الفصائل واستنزافها وضرب بنيتها التنظيمية الكفاحية كلما لمست أن هذا الفصيل أو ذاك يتقدم خطوة أو خطوات في قوته وانتشاره، وهذا ما سبق وفعلته مع الفصائل الأخرى.{ الدستور الأردنية

copy short url   نسخ
08/08/2022
5