+ A
A -
حجم وعدد كلمة «الخيانة» التى وردت على لسان محمد شيرين فهمي الذي كان يجلس على مقعد القاضي في ما عرف بقضية «التخابر مع قطر» التي مثلت مهزلة جديدة من مهازل النظام في مصر كان أكبر من أن يحصى وكان واضحا فيه التكلف والتصنع، فالرجل الذي يحفل تاريخه المهني بالتلفيق للمتهمين الأبرياء وإصدار أحكام سياسية مليئة بالكراهية والعوار اللغوي واللفظي والقانوني لم يتوان في وصف المتهمين في قضية ملفقة بكل نعوت «الخيانة»، حتى أصبحت «الخيانة» مثل «الإرهاب» كل يصفها ويوظفها حسب وجهة نظره بالشكل الذي يخدم أهدافه، فالأنظمة الأرهابية التي تقتل شعوبها وتسحقهم وتدمر البيوت والحضارة والتاريخ المتراكم للأمة منذ مئات السنين تسمي من يقاومونها بأنهم «إرهابيون» بينما الأمم المتحدة والنظام العالمي يتواطأ مع الأنظمة الأرهابية في الدول العربية لأن هذه الأنظمة تحولت إلى أنظمة خادمة للدول الغربية التي تمسك بتلابيب الأمم المتحدة والنظام العالمي، وبينما إسرائيل أكبر نظام إرهابي في العالم لا يحاسبها أحد عما تقوم به، تصف إسرائيل حركة المقاومة الأسلامية «حماس» التي تقاوم الاحتلال وفق كل التشريعات الربانية والوضعية والقوانين الدولية بأنها «حركة إرهابية» وتتوافق مع إسرائيل كل الأنظمة الحليفة والمؤيدة لها ومنها أنظمة عربية، فعلى سبيل المثال عبدالفتاح السيسي الذي انقلب على خيار الشعب المصري وقتل وجرح وشرد وسجن الآلاف وهدم المدن و القرى في سيناء وخنق الشعب الفلسطيني المسلم في غزة وجوّعه مقابل دعم إسرائيل له ولنظامه في المحافل الدولية، بل أصبح كل من يعارضه ويخالفه هو الخائن، بينما الخائن الحقيقي هو الذي يبيع بلده مقابل تمكينه من الحكم بالحديد والنار، والذي يمارس التضليل بالليل والنهار ويبيع الوهم للشعب، ويشغلهم بالقضايا الفارغة المعدة إعدادا ركيكا ويختار مجموعة من القضاة ليحاكموا خيرة أبناء مصر ويصدرون أحكاما يجعلون الدنيا تضحك منها على خزعبلات أحكامه، والديباجات الفارغة لقضاته،فعلا وللأسف الشديد لقد أصبحت «الخيانة» وجهة نظر وأصبح الخونة يمارسون الوطنية وحتى إشعار آخر.
بقلم : أحمد منصور
بقلم : أحمد منصور