كتب- ابراهيم مرزوق


عمر زينو شاب فلسطيني في الخامسة والعشرين من عمره، وجد في رقائق النحاس والألومنيوم كنزاً ثميناً يضاهي الذهب، فحاول أن يصنع من خلالهما أعمالاً مختلفة ومبتكرة، فتحلى بالدقّة والبراعة والإتقان لينتج قطعاً فنية رائعة الجمال، واستطاع أن يتجاوز بالصبر عقبة ابتكار نماذج جديدة عصرية تتلاءم مع ذوق المتلقي من تحف وهدايا ولوحات وقطع ديكور مع الحفاظ على طريقته الخاصة في تجسيم الأشكال والرسوم للتعبير عن أفكاره.
قال عمر زينو لـ الوطن: في طفولتي كنت أفضل الجلوس بجوار أخي الأكبر أثناء تنفيذه لبعض الأنشطة المدرسية المطلوبة منه، وكنت أحاول تقليد بعض هذه الأعمال وكنت أحاول أن أنفذها بشكل جديد ومختلف ومن هنا جاء حبي للابتكار والتجديد، وفي أحد الأيام كان أخي ينفذ نشاطا مدرسيا وكان عبارة عن رسم لفراشة على ورق مقوى فلم يكن معي ورق مقوى مثله فأحضرت ورق الفويل الذي يستخدم في المطابخ وهو ورق فضي أقوى من الورق العادي ورسمت عليه فراشة مثل التي رسمها أخي، وبعد ذلك قمت بالضغط على ظهر ورق الفويل فأعطاني رسم مجسم بارز للفراشة، فاندهشت للنتيجة التي لاقت استحسان كل من رأها، ومنذ هذا اليوم شعرت أن الرسم البارز والمجسم يمكن أن يعطي نتائج جميلة أكثر من الرسم العادي، وظل هذا الإحساس في مخيلتي طوال فترة الطفولة والدراسة وأثناء تلك الفترة كنت أنفذ الرسوم على ورق الفويل فقط .
وتابع زينو حديثه: عندما التحقت بالمدرسة الثانوية وأثناء الإجازة كنت أعمل بمتجر مجاور للمنزل وهو متخصص في صنع التحف والبراويز وبعض الأشغال اليدوية، ومن خلال رؤيتي للأعمال التي تنفذ بالمتجر والتي تباع به قررت عرض بعض أعمالي التي أنفذها على ورق الفويل على صاحب المتجر، وعندما رأها أعجب بها بشدة ولكنه اعترض لأنها منفذة على ورق الفويل لأن هذه الخامة لا تعمر طويلاً، واقترح أن أنفذ الأعمال على رقائق النحاس ورقائق الألومنيوم ووقتها لم أكن أعرف عنهما شيئا، فأحضر لي هذه الرقائق المعدنية فوجدت أنها تعطي نتائج أفضل بكثير من ورق الفويل لأنها أقوى وتعطي تجسيما وبروزا أوضح للشكل المرسوم.
واضاف: طريقة العمل على رقائق النحاس او الألومنيوم سهلة للغاية فأنا أنفذ الرسم المطلوب بالمقاس الذي أريده على ورق عادي ثم أقوم بلصقه على رقائق النحاس أو الألومنيوم بورق لاصق ويكون بينها ورق كربون ثم أقوم بتمرير القلم على الرسم الموجود بالورقة، وبذلك أحصل على الرسم بالكامل على رقائق النحاس أو الألومنيوم ثم أقوم بالضغط على الرسم بأداة مسننة على أن تكون شرائط النحاس أو الألومنيوم موضوعة على سطح مستو من المطاط أو الورق المقوى وذلك حتى تكون عميلة الضغط سهلة ومريحة، بعد ذلك يتم قلب شريحة النحاس والضغط على الأجزاء المراد تجسيمها وأحداث بروز بها وذلك بأداة نهايتها كروية أو نصف كروية ويتم ذلك في المساحات الداخلية للرسم بين الخطوط المضغوطة.
واختتم زينو: ثم بعد ذلك أقوم بقلب الشريحة لوضعها الطبيعي ثم أقوم بعملية الصباغة وهي عملية تتم بوضع الصبغة على الرسم ثم تركها لتجف ثم مسح أجزاء من الرسم بقطعة قماش حسب الرؤية الفنية لتعطي النتيجة المطلوبة، والصبغة عبارة عن طلاء خاص.