+ A
A -
جريدة الوطن

العين الكسولة، والتي تسمى كذلك الغمش، عبارة عن نوع من أنواع ضعف الرؤية الذي يصيب عادةً عيناً واحدة فقط، فيما يمكن أن يصيب العينين معاً في بعض الحالات القليلة.

يتطور هذا المشكل الصحي الذي يصيب العين، عندما يكون هناك انهيار في كيفية عمل الدماغ والعين معاً، ولا يستطيع الدماغ التعرف على البصر من عين واحدة.

وبمرور الوقت، يعتمد الدماغ أكثر فأكثر على العين الأخرى التي تكون الأقوى، بينما تسوء الرؤية في العين الأضعف. ويرجع السبب وراء تسمية «العين الكسولة» كون العين الأقوى تعمل بشكل أفضل من العين المصابة بالغمش، الذي يصنف على أنه حول كذلك.

لكن الأشخاص الذين يعانون من الغمش لا يمكنهم التحكم في الطريقة التي تعمل بها أعينهم، لذلك هذا لا يعني أنهم فعلا كسالى، وإنما هو وضع صحي خارج عن السيطرة.

أعراض العين الكسولة

حسب ما شاركته «المركزي الوطني الأميركي للعينين»، فإن مشكل الغمش أو العين الكسولة يبدأ في الظهور في مرحلة الطفولة، وهو السبب الأكثر شيوعاً لفقدان البصر عند الأطفال.

وحسب نفس المصدر، فإن ما يصل إلى 3 من كل 100 طفل يعانون من هذا المشكل المتعلق بجودة البصر.

فيما يجب الإشارة إلى أن العلاج المبكر يعمل بشكل جيد وعادة ما يمنع مشاكل الرؤية على المدى الطويل.

إلا أنه في نفس الوقت قد يكون من الصعب ملاحظة أعراض الغمش، فيما قد يكون لدى الأطفال الذين يعانون من هذا المشكل صعوبة في تمييز العمق، بمعنى عدم القدرة على التمييز بين الشيء إذا كان قريباً أو بعيداً.

قد يلاحظ الوالدان أيضاً علامات تشير إلى أن طفلهما يواجه صعوبة في الرؤية بوضوح، مثل:

حول العينين إغلاق عين واحدة

إمالة رؤوسهم في اتجاه العين المصابة

في كثير من الحالات، لا يعرف الآباء أن طفلهم يعاني من العين الكسولة حتى يقوم الطبيب بتشخيصه أثناء فحص العين.

ولهذا السبب من المهم أن يحصل جميع الأطفال على فحص الرؤية مرة واحدة على الأقل بين سن 3 و5 سنوات، لتكون طريقة مناسبة للتعرف على وضع عينيه الصحي.

عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة

يولد بعض الأطفال مصابين بالغمش، والبعض الآخر يصاب به لاحقاً في مرحلة الطفولة، إلا أنه توجد مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بشكل واضح وهي كالتالي:

الولادة المبكرة

الولادة بحجم أصغر من المتوسط

تاريخ عائلي من الحول، أو إعتام عدسة العين في مرحلة الطفولة، أو أمراض العين الأخرى

الولادة بإعاقات في النمو

هناك الكثير من الحالات التي لا تُعرف فيها الأسباب وراء الغمش؛ إذ يمكن ان تكون هناك أسباب مختلفة غير التي تم ذكرها عاملاً مؤثراً في حدوث ذلك.

عادة، يستخدم الدماغ الإشارات العصبية من كلتا العينين للرؤية، ولكن إذا كانت حالة العين تجعل الرؤية في عين واحدة أسوأ، فقد يحاول الدماغ التغلب عليها.

وفي هذه المرحلة بالضبط ويبدأ الدماغ في «إيقاف» الإشارات من العين الأضعف والاعتماد فقط على العين الأقوى، الشيء الذي يؤدي إلى العين الكسولة.

بعض حالات للغمش

هناك مجموعة من الحالات التي تظهر عند الإصابة بالعين الكسولة، والتي تشكل مشاكل كبرى في النظر والرؤية بشكل عام.

من بين هذه المشاكل نجد الأخطاء الانكسارية وتشمل بعض المشاكل الشائعة مثل قصر النظر (صعوبة في الرؤية بعيداً)، طول النظر (صعوبة في رؤية الأشياء عن قرب)، والاستجماتيزم (الذي يمكن أن يسبب رؤية ضبابية).

إذ عادةً يكون من السهل إصلاح هذه المشكلات باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة، ولكن إذا لم يتم علاجها، فقد يبدأ الدماغ في الاعتماد بشكل أكبر على العين ذات الرؤية الأقوى، وهذا ما يعني الإصابة بالعين الكسولة. يمكن أن يؤدي هذا المشكل في الرؤية إلى الحول؛ إذ عادة، تتحرك العيون معاً كزوج، لكن عند الأطفال المصابين بالغمش، لا تصطف العيون معاً؛ بحيث قد تنجرف عين واحدة للداخل أو للخارج أو للأعلى أو للأسفل. قد يصاب أصحاب هذا المشكل كذلك بإعتام عدسة العين، مما يسبب غشاوة في العدسة، ويجعل الأشياء تبدو ضبابية.

في حين أن معظم إعتام عدسة العين يحدث عند كبار السن، إلا أن الرضع والأطفال يمكن أن يصابوا أيضاً بإعتام عدسة العين عند التعرض للعين الكسولة.

التشخيص وطرق العلاج

كجزء من فحص الرؤية الطبيعي، سيبحث طبيب الأطفال عن علامات الحول؛ إذ يحتاج جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 5 سنوات إلى فحص رؤيتهم مرة واحدة على الأقل.

أما عن نوع العلاج، إذا كانت هناك مشكلة في الرؤية تسبب حول العين، فقد يعالج الطبيب ذلك أولاً.

على سبيل المثال، قد يوصي الأطباء باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة (للأطفال الذين يعانون من قصر النظر أو طول النظر) أو الجراحة (للأطفال المصابين بإعتام عدسة العين).

والخطوة التالية هي إعادة تدريب الدماغ وإجباره على استخدام العين الأضعف؛ إذ كلما استخدم الدماغ هذه العين أكثر تصبح أقوى.

وتشمل أنواع العلاجات ما يلي:

تغطية العين العادية برقعة لاصقة على (على غرار الضمادة)، لكي يتم إجبار الدماغ على استخدام العين الأضعف للرؤية.

ويحتاج بعض الأطفال إلى ارتداء الرقعة لمدة ساعتين فقط يومياً، بينما قد يحتاج آخرون إلى ارتدائها عندما يكونون مستيقظين.

كذلك يمكن وضع قطرات عينية خاصة في العين الأقوى؛ إذ يمكن لقطرة واحدة من عقار الأتروبين مرة واحدة يومياً أن تؤدي إلى تشويش الرؤية القريبة بشكل مؤقت؛ ما يجبر الدماغ على استخدام العين الأخرى.

بالنسبة لبعض الأطفال، يعمل هذا العلاج بالإضافة إلى رقعة العين، ويجد بعض الآباء أنه أسهل في الاستخدام (لأن الأطفال الصغار قد يحاولون إزالة رقعة العين).

بعد أن يبدأ الطفل العلاج، قد تبدأ رؤيته في التحسن خلال بضعة أسابيع، ولكن من المحتمل أن يستغرق الأمر أشهراً للحصول على أفضل النتائج.

بعد ذلك، قد يظل الطفل بحاجة إلى استخدام هذه العلاجات من وقت لآخر لمنع عودة مشكل العين الكسولة، والشفاء منها بشكل كامل.

copy short url   نسخ
28/06/2024
45