+ A
A -


قَسَمَاتُهُم نُورَانِية، أخلاقُهم عالية، سِيَرُهم سامية، أصواتُهم فُضْلَى هِيَ، وكُلَّما طالَعْتَ مُنْجَزَاتِهم أَبْهَرُوكَ حدّ أن يَتَهَاطَلَ عليك مطرُ الخير، مطرُ الرِّضى، مطرُ الْمَحَبَّةِ.
فأما الخيرُ، فمنهم يَفِيضُ، وهُمْ أَهْلُه ورَاعُوه هُنَالِكَ وهُنَاكَ وهُنَا في أرض الله الواسعة على امتداد شرقها وغربها وشمالها وجنوبها.
وأما الرضى، فبفضلهم تَقْنَعُ أنتَ بما كَتَبَهُ الله لك وقدَّره، بهم تُعَدِّلُ مَسَارَك، وبهم تَعْدِلُ عن طريق اللارجعة الذي كان سيَهْوِي بك في شرّ هاوية..
وأما المحبة، فصافية لله جَلَّ شأنه وعلا، وصافية لهم هم الذاكرون الزارعون الحاصدون، خالصة لوجه الله، ثابتة بإذن الله..
في صحبتهم تتذوَّق أنتَ حلاوة الحُبّ، الحُبّ الحقيقي الذي لا تذبل ورودُه، الحُبّ الإلهي، حُبّك للواحد الأحد الذي يُذِيبُ قلبَك تَوْقاً إليه بطِيبِ نفحاتهم الدينية..
معهم تفتح أنتَ عينيك وقلبَك على كأس المحبة، الكأس التي كلَّما ارتشفتَ منها هِمْتَ في سماوات عشقه وازددتَ ظمأً إلى لقائه..
في كَفّ كُلٍّ منهم وردةُ حُبٍّ تنطق بجلال المعبود، وردةُ حُبٍّ له وحده لا شريك له سبحانه له الحمد والشكر، وردةُ حُبٍّ كلما تَضَوَّعَ شَذَاها شَدَّتْكَ إلى رياضه وجنانه..
بهم، وهُمْ أهلُ النور والصفاء، تستنير أنتَ وتصفو نفسُك، تتيمَّن أنت وتتبرَّك وتُغْرِق في التعبُّد، تشرب أنتَ وتشرب من ماء الإيمان، ولا تُطفِئ عطشَك..
واحد من هؤلاء هو فضيلة الشيخ مشاري العفاسي كما عرفتُه، عرفتُه فاضلاً وحارِسَ فَضيلةٍ، عرفتُه عن عمقٍ ولم أرَهُ شاخصاً قُبالَتِي إلا في المحافِل المرئية التي جمعتْنَا به وما أكثرنا وما أكثر النور الذي أشرقتْ به علينا شمسُه.
في العام السابع بعد الألفين تشَكَّلَتْ لحظة مفصلية في حياتي. هو «العام ذاك» محطة تجرَّدْتُ فيها من كل أسلحتي وأمتعتي، كانت مرحلة انتكاسة وانقلاب عاصف في حياتي.
لم يمرّ العام كأي عام، لم يكن كأيّ عامٍ مضى، فهو محطة وَقَفَ عندها قطاري، وقفَ وتوقّفتُ لأعيد النظر في بداياتي، وأحاول أن أستوعب خساراتي.
الخسارات الثقيلة حاولْتُ أن أعدّها يومها، حاولتُ أن أعدّها وألفظها، كيف ألفظها وأنا لم أَقْوَ على لفظ أنفاسي؟!..
لكن المكسب الوحيد حينها كان شرف معرفة مشاري العفاسي قارئاً للقرآن ومنشداً.. كان كُلُّ ما يصدر عن الرَّجُل «العفاسي» يضخّ في عروقي دماءَ الحياة لأستعيد وجودي وكينونتي، وأحدِّد موقعي على الخريطة.
أَفْضالُ هذا الرَّجُل لا حصر لها، أدركتُ حينها كم يتعب هذا الرَّجُل وكَمْ يبذل من جهد من أجل أن يأخذ بيد كل متعثِّر ومنكسر، وأنا كان قد بلغ مني الانكسارُ مبلغَه.
تجارتُه مع الله مُرْبِحة له «العفاسي» ولنا. أَمْتَعَنا بحرارة صوته تلاوة وإنشاداً، في ذروة انشغالاته كان يجد الوقتَ لنا، كان يجد الوقتَ لكل عبد ضائع في لُجَّة الحياة، في أصعب الأوقات لم يُسْقِطْنا الرَّجُلُ من حساباته.
مع تلاوة العفاسي وأناشيده، أنتَ مُسافِر في الْمَلَكُوت، أنتَ مُبْحِر في الدنيا بقَارِب التأمل، تَجْدِفُ بِيَقِينِك..
مع العفاسي تقطف أنتَ ثمارَ الحِكْمَة من جُزُر المعنى الذي يُوقِظُكَ من دُجْنَةِ ما أنتَ فيه..
ترانيم العفاسي (مفردها ترنيم) وترجيعاته (جمع ترجيع) تجعل عينيك تدمعان وقلبَك يخشع.
إنشاد العفاسي يجعلك ترتعش من هول ما يُذَكِّرُك به ومن فرط هفواتك وزلاّتك ومن رِقَّةِ إحساسه بك هو الذي يُهَيِّئُ لك سُبُلَ التوبة والتعلُّق بحبل الله، ذلك الحبل الذي فَاتَكَ أنتَ إلى أي دنيا يأخذك وفي أي جَنَّةٍ يُنْزِلُك..
وأكثر من هذا يأتيك العفاسي في صورة حمامة السلام التي تُنْقِذُك من غَلْوَاءِ ما تُكَابِدُه من فَراغٍ روحي يجعل جسدَك جُثَّةً يُثْقِلُكَ حَمْلُها ويجعل روحَك مُعَلَّقَةً بين سماء الرغبة وأرض العَجْزِ..
فكيف تُلاقِيهِ مولاك كيف تُلاقيه؟!
كيف تُلاقيه وأنتَ تتمنى لو أن الأرضَ تبتلعك قبل أن تَقِفَ بين يديه؟!
أَتُنْقِذُ نفسَك مما أنتَ فيه؟!
أَفَاتَ الأوانُ أم مازال هناك مُتَّسَع للمرور من البابِ الضَّيِّق؟!
مؤكد أن بَحْرَ السؤال يَقْذِفُ بك من مَوْجَةٍ إلى أخرى وهَيْهَاتَ أن تُمنِّي نفسَك بجواب يُشفي الغليل.
لكن مهلاً لِمَ العجلة، فإن لك مع العفاسي الشأنَ الآخر، الشأن الذي يرُضيك، وبقدر ما يُقَيِّدُكَ السؤالُ ويَسجنك خلف قضبان علامات التعجب والاستفهام يأتيك البرهانُ يتهادى على أمواج أوتاره الصوتية (العفاسي).
بأدائه المؤنِس لغُربتك في الحياة وبحسِّه المترفِّقِ بك يَمُدُّ لك العفاسي يديه ليَعْبُرَ بك جسرَ الحقيقة الممتدِّ على نهر شَكِّك وخَوْفِك، فإذا بكلماته تُخْمِدُ جذْوةَ أحزانك وتُرَطِّبُ حلقَك بكأس المحبة.
في صحراء حياتك الموحشة والْمُقْفِرَةِ من رحمةِ مَنْ يسعى إلى شَتَاتِك وسقوطِك، يأتيك ضوء أصفى وأنقى وأرَقّ وأرقى يُعيد ترتيبَ خطواتك ليَدُلَّك على جَادَّةِ الصواب.
الضوء ذاك هو بمثابة منديل يأتيك من مولاك ليمسح كُلَّ ما ترسَّب من شجن وأخطاء وخطايا، كيف لا وثمة رحمان رحيم يفتح في وجهك أبوابَ التوبة والهداية ولا ينتظر منك غير الدعاء هو المستجيب لمن دعاه بخشوع ويقين في فَرَجِه ورحمته..
أكثر شيء يُحَبِّبُك فيه العفاسي ويُرَغِّبُك هو صوتُه الصَّبُوحُ الذي يجعل الكلمةَ الهادفةَ تَتَلَأْلَأُ برهاناً وإيماناً.
هو (العفاسي) لا يحتاج إلى آلات موسيقية تَدْفَعُ مَلْفُوظَه دَفْعاً إلى قلوب الخلق، فكلماتُه المتمددةُ على حباله الصوتية تَعْبُرُ القلوبَ دون استئذان ودون مُحَسِّناتٍ موسيقية كما قد يراها البعضُ.
العفاسي يَزْهد في الآلة في أَرْوَعِ ما تراكَمَ في ذاكرتنا مما أنْشَده، وإليك أناشيده التي تَرَبَّعَتْ على عرش الأذن دون أن يستعين فيها بأيِّ دَخيلٍ آلي. فحنجرتُه قادرة على أن تصل إلى كل بيتٍ وقلبٍ من المشرق إلى المغرب وعلى مدار الكرة الأرضية.
رسالةُ العفاسي تصل إلى أبعد مدى تُرْفَعُ له فيه قُبَّعَةُ قلبِك ووجدانِك وروحِك وعينيك، والعينان نوافذ الروح وبَريد الوجدان..
إحساسُه العالي يُحَلِّقُ بك في سماء عاطفته الجيَّاشة التي تجعل صوتَه يَنْثَالُ مُسَبِّحاً بحمدِ مولاه شاكراً مُمَجِّداً مُتَهَجِّداً..
صوتُه الدافئ به تَيْنَعُ أيَّامُك القاحلةُ وقد هَجَرَتْها أشجارُ المحبةِ وطيورُ السلامِ.
صوتُه الدافئ يُشْعِرُكَ بحنان مَنْ يخاف عليك ويخشى أن يَمَسَّك سوء أو يُصيبك شَرّ تَلْقى به مولاك قبل أن تَظْفر بِحُسْنِ الخاتمة.
صوتُه يبعث الحياةَ في نفسك بعد أن قَتَلَتْها الفتنةُ، ومَن أحْيا نفْساً فكأنَّما هو أحيا الناسَ جميعاً..
هو (العفاسي) من يَحُثُّك على الصلاة في قوله بأبهى حُلَّةٍ صوتيةٍ خاشعا لمولاه خشوعا يَقْشَعِرُّ له البدنُ والروحُ:
«إِلاَّ صَلاتي ما أَخَلِّيها/ هِيَ حَياتي دُنْيِتي فيها
وَعَدْتْ أَصَلِّي فَرْضِيَ بْوَقْتَهْ/ وصِيِّتي لَكْ ماني ناسيها
لا تِخَلِّيها/ ما أَخَلِّيها
لا تِخَلِّيها/ رَاحْ أَصَلِّيها» (إنشاد العفاسي).
هو (العفاسي) من يَدْفَعك بِيَقِينٍ إلى إصلاح نفْسِك وتصحيح خطواتك بعد أن يُشَجِّعَك على الاعتراف بذنوبك إلى أن تَذْرِفَ دموعَ الندم ملء الحسرة:
«أنا العبدُ الذي كَسَبَ الذنوبا/ وصَدَّتْه الأماني أَنْ يَتُوبا
أنا العبدُ الذي أضْحى حزينا/ على زَلاَّتِه قلِقاً كئيبا
أنا العبدُ الذي سُطِرَتْ عليهِ/ صحائفُ لَمْ يَخَفْ فيها الرَّقيبا
أنا العبدُ الْمُسيءُ عَصَيْتُ سِرّاً/ فما لِي الآنَ لا أُبْدي النَّحيبا
أنا العبدُ الْمُفَرِّطُ ضاع عُمْري/ فلَمْ أَرْعَ الشبيبةَ والْمَشيبا
أنا العبدُ الغريقُ بلُجِّ بَحْرٍ/ أَصيح لَرُبَّمَا ألقى مُجيبا
أنا العبدُ السَّقيمُ مِنَ الخَطايا/ وقَدْ أَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ الطَّبيبا
أنا العبدُ الشَّريدُ ظَلَمْتُ نَفْسي/ وقَدْ وَافَيْتُ بابَكُمُ مُنيبا» (إنشاد العفاسي).
هو (العفاسي) الذي يُبْقِيك على قيد الرضى بحياتك ما سَبَّحْتَ بحمده هو الله الذي تَغِيبُ أنتَ ولا يغيب:
«أغيبُ وذُو اللطائفِ لا يَغيبُ/ وأرْجوه رجاءً لا يخيبُ
وأسألُهُ السلامةَ مِن زمان/ بُليتُ به، نوائبُه تُشيبُ
وأُرْسِلُ حاجتي في كُلِّ حالٍ/ إلى مَن تطمئنُّ به القلوبُ..
ومَن لي غيرَ بابِ الله باب/ ولا مولى سِواه ولا حبيبُ
كريم مُنْعِم بَرّ لطيف/ جميل السَّتْر للداعي مُجيبُ
حليم لا يُعاجِلُ بالخَطايا/ رحيم غَيْثُ رَحْمَتِه يَصُوبُ
فيا مَلِكَ الملوك أَقِل عِثَاري/ فإنِّي عنك أَنْأَتْنِي الذُّنوبُ
وأَمْرَضَني الهوى لِهَوانِ حَظِّي/ ولكنْ ليس غَيْرَك لي طبيبُ
فآمِنْ رَوْعَتي واكْبِتْ حَسوداً/ فإن النائباتِ لها نُيُوبُ
وآنِسْني بأولادي وأَهْلي/ فَقَدْ يَسْتَوْحِشُ الرَّجُلُ الغَريبُ
ولي شَجَن بِأَطْفالٍ صِغارٍ/ أَكادُ إذا ذَكَرْتُهُمُ أَذُوبُ
ولَكِنِّي نَبَذْتُ زِمامَ أمْري/ لِمَنْ تَدْبيرُهُ فينا عَجيبُ
هوَ الرحمانُ حَوْلي واعْتِصامي/ بِهِ وإِلَيْهِ مُبْتَهِلا اُتِيبُ
إِلهي أنتَ تَعْلَمُ كَيْفَ حالي/ فَهَلْ يا سَيِّدِي فَرَج قَريبُ..
ورَاعِ حِمايَتي وتَوَلَّ نَصْري/ وَشُدَّ عُرايَ إِنْ عَرَتِ الخُطوبُ
وأَلْهِمْني لِذِكْرِكَ طُولَ عُمْري/ فَإِنَّ بِذِكْرِكَ الدُّنْيا تَطيبُ..» (إنشاد العفاسي).
هو (العفاسي) الذي يُحَذِّرُكَ ويُنَبِّهُك ويُوصيك وأنتَ لم تنفضْ عن يديك غبارَ الذنوب قبل أن تُجَهِّزَ لَكَ الرِّحلةُ نفسَها (رحلة الموت) وغُرْبة ما بعدها غُرْبَة:
«ليس الغريبُ غريبَ الشَّامِ واليَمَنِ/ إِنَّ الغريبَ غريبُ اللَّحْدِ والكَفَنِ..» (إنشاد العفاسي).
هو (العفاسي) الذي يَقِفُ بين يدي مولاه وَجِلاً فَزِعاً مستغيثاً:
إلهي وخَلاَّقي وحِرْزي وموئِلي/ إليك لدى الإِعْسَارِ واليُسْرِ أَفْزَعُ
إلهي لَئِنْ جَلَّتْ وَجَمَّتْ خَطيئَتي/ فَعَفْوُكَ عن ذنبي أَجَلُّ وأَوْسَعُ
إلهي تَرى حالي وفَقْرِي وفاقَتي/ وأَنْتَ مُناجاتي الخَفِيةَ تَسْمَعُ
إلهي أجِرْني مِنْ عذابك إنَّني/ أَسير ذَلِيل خَائِف لَكَ أَخْضَعُ
إلهي أَذِقْنِي طَعْمَ عَفْوِكَ يَوْمَ لاَ/ بَنُونَ ولاَ مَال هُنَالِكَ يَنْفَعُ
إلهي ذُنُوبي جَازَتِ الطَّوْدَ وَاعْتَلَتْ/ وَصَفْحُكَ عَنْ ذَنْبي أَجَلُّ وأَوْسَعُ» (إنشاد العفاسي).
هو (العفاسي) الذي يُذَكِّرُكَ بطلوع شمس المصطفى صلى الله عليه وسلم وتجلّي نُورِه وقَدَاسَةِ انْبِلاجِه بَدْراً يُزَيِّنُ سماء دنيانا ويُمَهِّدُ لدار البقاء نِعْمَ الدار:
«طَلَعَ الْبَدْرُ علينا...» (إنشاد العفاسي).
هو الرَّجُلُ الذي.. والذي.. والذي.. إلى ما شِئْتَ من أناشيد يجعلها تَذُوبُ في فَمِ مَنْ يَتَذَوَّقُها وَيُرَدِّدُها أُسْوَةً به (العفاسي)..
حَلاوة تختلجُ حِسَّكَ اختلاجاً مع كل نفَسٍ يُصْدِرُهُ العفاسي، وطَلاوة تَزِيدُ اللفظَ رشاقةً وبَرَكَةً، فيتفجَّرُ المعنى بطلاقة مُعْلِناً اخْتِمَارَ الحِكْمَة الْمُخْتَزَنَةِ في رَحِمِ التجربة.
كُلّ هذا يُدْنيه منك العفاسي في كأسه، في كَفِّه، وما عليك إلا أن تُصافِحَ الكَفَّ وتُقْبِلَ على كأس المحبة لِتَغْنَمَ بِعَفْوِه هو الله سبحانه.
لله دَرُّه، شيخ يُثَابِرُ، وأَمَل يُسافِرُ كشلال ابْتِهالٍ يُعيدُك إلى الأصل والفضيلة في ظِلِّ مُناجاةٍ تَرْفَعُكَ رَفْعاً إلى مَدَارِجِ ومَعارِجِ العشقِ الإلهي..
أَدَامَهُ اللهُ بلسماً لشفاء النفوس الحائرة والوالِهة ومَلاذاً للقلوبِ التائهة، وبَارَكَ له اللهُ في قراءاته وإنشادِه بصوته الناعم الذي يترفَّقُ بمصيرك ويُطَيِّبُ خُطاكَ على طريقِ الحياةِ الوَعْرِ.
هَلاَّ سارَعْنا إلى الفوز برِضاه جَلَّ جلاله؟ فهذا بابُ التوبة مفتوح على مصراعيه، لِنَعْبُرْ صُحْبَةَ هؤلاء الأتقياء قبل أن يُوصَدَ بابُه دوننا. الجارُ قبل الدَّار.. والرفيقُ قبل الطريق.
بقلم : سعاد درير
copy short url   نسخ
18/06/2016
1648