+ A
A -
فيصل المرزوقي

دشنت النيابة العامة بالأمس حملتها بإشهار مكتب مكافحة الفساد، وهي مبادرة تحسب للنيابة العامة وللنائب العام سعادة السيد علي بن فطيس المري، لهذا التوجه ولكونها أتت بعد فترة بلغ السيل الزبى فيها في التهاون بالمال العام وهدره.

ولعل ما يميز هذه المبادرة بداية اشعار الذي تم اختياره (ساعدونا للوصول إلى كل فاسد) وقد أحسنوا في اختيار العبارة وفي ثلاثية مفرداتها، وظني أنها كانت مقصودة بكل كلمة فيها، وموفقة في اختيارها.



أولاً - (ساعدونا)

بدأت بطلب المساعدة وهو تعبير على ان مسؤولية القضاء على الفساد لا تقع على الجهات المعنية والرسمية فقط، وإنما كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، كل من يؤنبه ضميره وهو يرى فساداً وهدراً للمال العام لمسؤول ما أو جهة ما، ويلزمه دينه لمنع هذا الاستغلال للمناصب أو لتمرير المصالح في غير موضعها.



ثانياً -للوصول

وكأنهم يقولون لكل مواطن ومقيم فقط دلنا عليه، افصح عن مكانه، أخبرنا أين هو؟!

واترك الامر لنا بعد ذلك.

لذلك قمت بالاتصال على ذات الرقم المعلن عنه، ولعلي لا اخفي ان توقعاتي ان متطلباتهم ستكون فيها من التعقيدات ما يدفع للعزوف عن المساهمة في هذه المبادرة، ولكن كان واضحاً بقوله: لا نريد منك اسمك ولا رقمك ولا اي علامة تدل عليك، كل البيانات اختيارية، تريد ان ادون ملاحظتك شفاهة عبر التليفون أو ترسل لنا بالايميل الالكتروني المعلن ملاحظتك الامر متروك لك.

وهم بهذا بلا شك أسقطوا كل شك أو توجس قد ينتابنا في التواصل والاستفادة من هذه المبادرة.



ثالثاً -(كل فاسد)

لا أفهمها سوى أن النيابة بهذا اللفظ تسقط الحصانة عن كل فاسد بغض النظر عمن يكون وفي أي مركز كان، فستطاله يد العدالة.



الخلاصة

ما سبق تفسير للعبارة وليس دعاية للنيابة، والصورة الوردية ما هي إلا تمنيات وأماني لنفوس تتوق لكبح جماح الفساد واختلاس المال العام.

copy short url   نسخ
23/02/2015
1387