+ A
A -


الصورة التي تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي - تويتر - والتي تظهر طفلة بحضن السائق امام احدى المدارس اثارت الكثير من مشاعر الغضب والاستنكار والاستهجان لكونها تعبر عن درجة عالية من اهمال الوالدين والثقة بالسائق الغريب دون متابعة !

هذه الصورة ليست الأولى ولا يبدو انها ستكون الاخيرة في ظل غياب اي معالجة جادة للظواهر الشاذة التي بدأت تستشري في المجتمع !

الاسرة ودورها اصبح مشتتاً للاسف، وقد دفعت دفعاً لنمط معيشي مغاير عما هو معهود سابقاً، وبدأت مجبرة على تكييف نمطها المعيشي وفق طبيعة العمل، حيث ساعات العمل الطويلة والتي تصل الى الساعة 3 عصراً تستنفد كل وقت اسري، وتستبدله إضافة الى الحرمان طوال ساعات العمل بوقت مجهد ومنهك لهم يصعب عليهم تحمل اي واجبات اسرية، وهو ما يعني ان البيت ومن في البيت من اطفال تحت رعاية الخادمة لساعات ليست بالقصيرة، ويرفع من مسؤوليات الخادمة في البيت لتتحول لمربية ويتعاظم دورها في الاسرة ومن ثم اثرها، وكذلك حال السائق الذي يصبح المعتمد عليه في توفير كل احتياجات البيت ومن في البيت وهو الراعي الرئيسي غير المعلن للبيت والاسرة !

اما الحديث عن المدرسة فهي للاسف من حيث الواقع عاجزة حتى عن حماية الطلاب من الظواهر العامة مثل المشاجرات ناهيك عن المظاهرالشاذة مثل البويات في مدارس البنات، بل حتى ظاهرة تعاطي السويكة لم تستطع كبحها، فكيف نعول عليها مسؤولية الظواهر خلف أسوارها !

اما مؤسسة حماية الطفل فهي الحاضر الغائب منذ 2002 أي منذ اكثر من 13 سنة والنتيجة شبه صفرية في الاثر والتوعية والاحساس بالمسؤولية المجتمعية تجاه الطفل، والحديث عن هذه المؤسسة كما يقال الضرب في الميت حرام !

ان خطورة ما يحدث من تفشي ظواهر اجتماعية قد تكون عواقبها وخيمة تستدعي قرع اجراس الخطر المجتمعي للتنبيه عما يواجه المجتمع من تحديات، وللاسف دون ان تلوح في الافق بوادر معالجات تطمئن نفوسنا لها، وهو ما يدعونا لطرح التساؤلات:

هل يمكن تشريع قانون يجيز للام الموظفة الخروج من العمل - اي عمل - الساعة 12 ظهراً ؟!

هل يمكن إلزامية وجود حضانات للاطفال بكافة الجهات الحكومية ؟!

هل يمكن وضع قانون يجرم وجود طفل - غير مدرك - مع السائق في السيارة ؟!

مع العلم ومن خلال تغريدة احد الاخوة معلقاً بتويتر يقول:

عندما ادخلت ابني روضة في دولة أوروبية تم توقيعنا على ورقة لتحديد من الذي سوف يستلم الطفل الاب او الام، ونعاقب قانونياً في حال مخالفة ذلك !



الخلاصة

لا بد من تحرك جاد لا بد من تفعيل المؤسسات ذات العلاقة بالطفل، لا بد من تنسيق الجهود، ووضع التشريعات الصارمة الكفيلة بتحقيق الحماية الكاملة للاطفال حتى من اهمال ذويهم إذا لزم الامر !

copy short url   نسخ
09/12/2014
989