+ A
A -
- فيصل المرزوقي

من القرارات التي صدرت عن المجلس الأعلى للتعليم في السنوات الماضية إلغاء الملحق الثقافي، واستبداله بآليات تواصل إلكتروني ثبت لاحقاً ومن حيث الواقع فشلها، بل وفشلها حتى في الحفاظ على المال العام الذي يصرف على المبتعثين نتيجة لضعف المتابعة وتأخر المعلومات والبيانات.

ما غاب عن أصحاب القرار أن وجود الملحق الثقافي يشكل صمام امان وملجأ يجتمع عليه الطلاب وأولياء امورهم للاطمئنان عليهم من خلاله متابعته الميدانية لهم !

ما غاب عن أصحاب القرار زيادة معدل ابتعاث الطلاب في الآونة الأخيرة، وخاصة الاناث منهم وهو ما يضيف حرصاً آخر يستدعي المتابعة الحريصة على سلامتهم، ويزيدهم جميعاً – ذكوراً واناثا - شعوراً بالامان بأن هناك مرجعا لهم في غربتهم ومسيرتهم التعليمية فيها.

ما غاب عن أصحاب القرار ان كل وسائل التواصل الاجتماعي قد تغني في حينها، ولكن لا يغني عن وجود الملحق الثقافي كمرجعية ميدانية على الواقع وعلى دراية وعلم بمكان وظروف طلابنا، وهو ما سيضيف الكثير من مشاعر الاطمئنان لهم – أولياء الامور – اماناً بأن هناك من يشرف على ابنائهم في تلك الدولة !

ما غاب عن اصحاب القرار أن الملحق الثقافي ليس فقط مشرفا ومتابعا للطلاب في جامعاتهم بتلك الدول بل هو ممثل للدولة في تقوية الروابط والثقافية مع تلك الدول، وهو – الملحق الثقافي – المسؤول الأول عن ابراز وإظهار وجه الدولة الحضاري، كما أنه يعد ممثلاً للعلاقات الثقافية بين الدول.

الخلاصة:

ما غاب عن اصحاب القرار أنه ليس هناك دولة خليجية ألغت الملحق الثقافي بسفاراتها إلا دولة قطر، وهذا ما يدعونا للمطالبة بعودة الملحق الثقافي في تلك الدول وتنشيط العلاقات الثقافية والدور الذي يفترض أن ينهض به الملحق الثقافي لخدمة الوطن والمواطن، وكعمل مهني ينشط التبادل الثقافي وتوطيد العلاقات بين الدول، إضافة إلى المتابعة الميدانية للطلاب وبما يشكل مرجعاً للجميع للطلاب وأولياء أمورهم.

copy short url   نسخ
22/10/2014
665