+ A
A -


بالرغم من مضي عشر سنوات على ما يسمى بمبادرة تعليم لمرحلة جديدة إلا أن الكثير منها قد لا يعي ولم يفهم مقاصد ما يسمى بالاختبارات الوطنية!

وهذا الجهل يكشف لنا جانبا آخر من جوانب الفشل الذي صاحب هذه التجربة، تعليم لمرحلة جديدة!

في واقع الأمر الاختبارات الوطنية لا علاقة لها بمستوى الطالب بقدر ما هي مقياس لمعرفة مدى تحقق معايير تم وضعها ووفق أهداف وطنية تسعى لتحقيقها الدول المتقدمة، وعلى ضوء نتائج هذه الاختبارات تستطلع هذه الدول مستوى التقدم الذي تحقق في تعليمها.

لذلك الأساس في الاختبارات الوطنية لا علاقة لها بدرجات الطلاب ونجاحهم، وهو ما تم تطبيقه لدينا في بداية مسيرة مبادرة تعليم لمرحلة جديدة حيث كانت الاختبارات الوطنية تتم بعد اختبارات المدارس مباشرة وليس لدرجاتها علاقة بنجاح الطالب من عدمه، لكن ما حدث أن الطلاب ولأنه لا علاقة لهذه الاختبارات بالنجاح والرسوب افتقرت للجدية وتم الاستخفاف بها حتى وصل البعض بكتابة كلمات أغاني بالاختبارات الوطنية!

وفي تصوري الشخصي عكس ذلك فشل إدارات المدارس في تعزيز ثقافة المسؤولية لدى طلابها وولائهم للمدرسة لأن هذه الاختبارات تقيس مدى تحقق هذه المدرسة لهذه المعايير بشكل عام من خلال طلابها.

وأذكر أنني قد خاطبت هيئة التقييم في حينها بكتاب عندما كنت معلماً وضعت فيها تصوراتي وتوصياتي بهذا الخصوص لضمان جدية إجابة الطلاب على الاختبارات الوطنية، وتناقشت في هذا الموضوع مع المسؤولين بالهيئة، لكن ما حدث أن معهد راند– بحكم أنه الراعي للمبادرة- تقدم بمقترح اقتطاع 20 % من درجات الطلاب للاختبارات الوطنية في سعيها لضمان جدية الإجابة، ثم ما لبثت المجلس ورفع النسبة لاحقاً إلى 30 % وذلك من المستوى الرابع إلى المستوى الحادي عشر، و50 % للشهادة ثم لاحقاً تم رفعها لنسبة 70 %!

وفق هذا التصرف لا يملك- وأكرر ولا يملك للتأكيد- مسؤول في هيئة التعليم أو التقييم إنكار أن هذه الدرجات التي وضعت للاختبارات الوطنية هي من حيث الواقع سرقة لجهود ومستقبل الطلاب وسرقة لجهود وتعليم المعلمين وسرقة لتعب ومعاناة أولياء الأمور!

أعيد وأكرر لا علاقة للاختبارات الوطنية بمستوى الطلاب سوى سعي المجلس لضمان جدية الإجابة عليها، واللجوء إلى درجات الطلاب كان الحل الأسهل ولكن من حيث الواقع، هو حل العاجز وللأسف على مستقبل أبنائنا!

الخلاصة

أتفهم أهمية الاختبارات الوطنية لأنها تعكس رؤية واستراتيجية لأي دولة ترغب في تقييم تقدمها التعليمي، ولكن سرقة درجات الطلاب ليس هو الحل، ولذلك أطالب- وأكاد أجزم أنها مطالب الغالبية- أعيدوا للطلاب حقوقهم ومستقبلهم وللأهالي فرحتهم بأبنائهم، أعيدوا لهم درجاتهم المسروقة!

copy short url   نسخ
10/06/2014
666