+ A
A -
لا شك في ان خطوة إقدام ثلاث دول خليجية متفردة - السعودية والامارات والبحرين - بسحب سفرائها من قطر شكلت صدمة للرأي العام العربي والخليجي على وجه التحديد !

خاصة وأن الخليج يعيش في اجواء مشحونة سياسياً وأمنياً كما ان الحديث عن الاتحاد الخليجي اوجد اجواء تفاؤلية في وحدة الصف الخليجي تجاه التحديات التي تواجهه سواء من جارتها ايران التي تحتل الجزر الاماراتية وتتدخل في الشأن البحريني، والعراق المضطرب سياسياً وأمنياً، واليمن الذي يواجه أكثر من تحد.
لكن بدلاً من مواجهة ذلك تفاجأ العالم بهذه الخطوة الغريبة على الدبلوماسية الخليجية والتي بلا شك تعكس منحى خليحيا يفتقر للبعد السياسي ناهيك عن الحكمة منها !
البيان الموحد الصادر من الدول التي سحبت سفراءها وما ورد فيه من اتهامات مبهمة اتصور انها تعكس قدرا من التشويش في اتخاذ خطوات بهذا المستوى سواء من حيث توقيتها أو مسوغاتها !
كما ان دغدغة مشاعر الشعب القطري ومخاطبته كما في صيغة البيان لا نفهم منه سوى أن فاقد الشيء لا يعطيه !
فمن باب أولى خاصة الأنظمة السياسية لهذه الدول ان تصلح احوالها مع شعوبها لكون الشعب القطري يعيش حالة استقرار وتوافق وتكاتف مع قيادته نحمد الله عليها سائلين الله ان يمن عليهم كما من علينا بالأمن والامان وحرية الرأي.
السؤال وماذا بعد هذه الخطوة ؟!
لأنها يفترض أنها الخطوة الأخيرة التي على اثرها قد انقطعت كل سبل الحوار والنقاش، مع العلم ان هناك دول تحدث بينهم مناوشات عسكرية ومع ذلك تبقي على علاقاتها الدبلوماسية وتحرص ان يكون لها سفير، لأن مبدأ السياسة قائم على المتغيرات لا الثوابت !
لكن للأسف هذه الدول اضاعت البوصلة لذلك لا نفهم ما الذي بإمكانهم فعله بعد هذه الخطوة ؟!
خاصة وان بيانهم افتقر للشفافية وتلبس لباس الواعظين الناصحين وهم أكثر ما يحتاجون إليه !
استغرب عدم إعلانهم عن حقيقة مطالبهم أو أن يأتوا بدليل واحد لاثبات اتهاماتهم ! وعدم فعل ذلك يفسر رفض كل من الكويت وعمان الموافقة على هذا البيان والقيام بمثل هذه الخطوة لأنها دون سند وتفتقر للمنطق !
أخيراً مشكلة هذه الدول فاهمة قوله تعالى:
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا).. على انه اربط ارقبتك وعطني الحبل !
الخميس
copy short url   نسخ
12/03/2014
625