+ A
A -
عندما نُحِبُّ شخصاً فإننا نَسعى إلى أن نَكسب قلبه ليتعلق بنا ونتعلق به، نَحترم وجوده في حضوره وفي غيابه، نَتَهَيَّأ له، نَتَجَمَّل له بالكلِمات والْمَلَكات، ولا نُفَكِّر إلا في ما يَسرّه وكيف نُرضيه وبِمَ نَتَوَدَّد إليه..
أحببتُ أكثر فأكثر حقيبتي السوداء المحمولة على الظهر بشكل استثنائي؛ لأن زوجي يُحِبُّ أن يراني بها كلما خرجتُ.. وتَعَلَّقْتُ تَعَلُّقَ العبادة بِعِطر Dolce&Gabbana لأن زوجي يَسعد ما أن تَلْتَقِطَ أنفاسُه عِطري على امتداد حُضوري.. وخَفَّفْتُ شيئاً ما مِن سطوة الـ «بنطلون» واللباس العصري لأنَّ مَن أكنّ له كل الاهتمام رأى مِن العَدل ألا أَسْتَهِينَ بما أُصَمِّمُه لنفسي مِن فساتين، وجلابيب بنكهةٍ شمال شرقية، بما في ذلك فستان سهرة حفل عقد قراني، وقد حصدَ الفستان الإعجابَ..
كثيرات هُنَّ مَنْ أَحْبَبْنَ «ميسي» وشَجَّعْنَهُ فقط؛ لأن أزواجهن لا يُفَوِّتُون له مباراةً يتقاسمون معهن متعةَ متابعتها بشوق وأريحية.. وأزواج (ما أكثرهم) أَدْمَنُوا بلهفةٍ مشاهدةَ «بائعة الورد» فقط لأن زوجاتهن كُنَّ ومازِلْنَ مُتَيَّمات بالدراما التركية..
كل هذا وغيره يحدث لأن الْمَدْخَل إلى قلب نِصفكَ الآخَر أن تُحِبَّ ما يحبه، وترتاح لما يرتاح له، وتتفادى ما يَحرص هو على أن يتفاداه، وتَنتشي بما يَنتشي هو به..
أن تَسرق الأضواء في عينَيْ نصفكَ الآخَر معناه أن تُعَلِّمَه أَوَّلَ درسٍ في التضحية ونكران الذات، وأن تُرَسِّخَ في ذهنه معنى أن تُوثِرَ شريك حياتك على نفسك..
الكثير منا، يا سادة، يَجهل المعنى الحقيقي للسعادة.. فليست السعادة دائماً ما يَجعلُكَ فَرِحاً، إنما السعادة الحقيقية أن يَكون لك فَضْلٌ، وأن تَكون لكَ يَدٌ، في أن تَقْرَأَ الفرحةَ في عُيون مَن يهمّك أن تَراهُم يَسْعَدُون..
اليوم، في ذروة هَوَسِنا بالركض في سِباق الحياة، كيف لا يمكن أن نَتَوَقَّعَ ثورة الأزواج على الزوجات؟!
أَكْثَر مِن رَجُل لا تَسْتَكْثِرْ عليه أن يَصفع زوجته بِطلاق نفسي بائن، لماذا؟! لأنها تَسرق منه لحظات السعادة، تَسرق منه حتى لحظات الحُلم بتغيير وجه الحياة القبيح الذي يُصيبه بالرهبة مِن مَلامح مستقبَل بدون مَلامح والغثيان مِن شبح شيطان (ة) في صورة إنسان..
فكيف بالتالي لِمَنْ يَغيب عنه طَعمُ الحياة أن يَستسيغ الحياة؟!
وحدها المعارك النسائية، بقِلَّة الصبر وانعدام صوت الحِكمة و«طول اللسان» و«انسداد شرايين» الآذان، في السوق، أو في العمل، أو مع الجارات، تَجعلك تَستنكر بِشِدَّة أن تكون زوجتك أنثى.. بل حتى الحروب اليومية معك ومع الأولاد تَجعلك تَفغر فاكَ وأمامَكَ «عَبْلَة» الرقيقة الحالمة تتحول إلى «عباس»، أو تَفرك أنتَ عينيكَ مراراً لترى قُدَّامَكَ «حنان» يَقِفُ شَعْرُ رأسِها وتَخرج هي مِن عباءتها لِتَدخل في قميص «حَنَفِي»..!
نافِذَةُ الرُّوح:
- «ذُبْ في مَرايا الشوق يا إحساسَه، وأنتِ يا مدينةَ عُطوري ثُورِي».
- «بأصابع رقيقةٍ رِقَّةَ وردةٍ نَدِيّة بمطر الحرية يَكتبُ قصيدةَ الحرمان ليلٌ لا يَنطفئ».
- «هذا القلب التَّوَّاق يرى أَبْعَد مما تَراه العينان».
- «ما أَقْسَى أن أَحْلُبَكِ شَجَناً يا ذاكرتي الشقية!».
-«سفينة القلب تَلْتَقِطُ مِن الأنفاس ما يَدفنُه بحرُ الرغبة الميت».
- «لا أعرف منذُ متى أَطْوِي عُروشي وأُوَفِّرُ ضحكاتي لزمن آخَر أبْعَد مِن خَطّ النفاق!».
- «لا تُجَرِّبْ أن تَلويَ عُنُقَ حِكمتي يا حَقيرَهم، وأنتَ يا فَيْلَسُوفي الصغيرَ أَعِرْنِي مظلَّةَ صَمْتِكَ لِنَطِيرَ مَعاً إلى ما وراء شَواطئ الظَّمَإ».
بقلم: سعاد درير
copy short url   نسخ
11/04/2019
2789