+ A
A -
د. فتح العليم عبد الله كاتب سوداني

في العهد الفرعوني في السودان أي منذ 4000 سنة كان للمرأة وضع مميز، حيث شغلت منصب وزيرة وقائدة جيوش بفضل جمالها وذكائها لدرجة أن بعض المؤرخين أرجعوا تقلدها لهذه المناصب إلى سيطرتها على عقل وروح الرجل وأشهر كارثة تدل على هذا، هي الرقصة التي قامت بها (سالومي) أمام الملك (هيرود) لينتقم لها من الراهب يوحنا المعمدان بقطع رأسه وتقديمه لها على طبق من الفضة ثم انتحرت ندما على ذلك وبعدها مات الملك هما وغمّا.

والآن إلى موضوعنا: عرفت المرأة الفرعونية كل شيء عن التجميل، أمشاط الشعر، ملقاط تزجيج الحواجب، تاج البرونز المرصع بالذهب، وقد عثر علماء الآثار على ذلك في مقبرة الملكة حوتب أم الملك حورس في الاسرات القديمة، كذلك وجدوا في جبانات متفرقة، زيوت عطرية من زهور الفواكه، قوارير من العسل الذي كان يستخدم في مساج الجسد، الكحل الأسود والأخضر والذي كان يستخدم للعينين والشفاه والوشم على الجسد.

استخدمت المرأة الفرعونية (الغرين) وهو طمي النيل لتفتيح وترطيب البشرة، والآن فقط انتبهت بيوتات التجميل إلى استحدام الطين لعمل (ماسك) لتأدية نفس الغرض، كذلك أوضحت النقوش والرسومات الموجودة كجداريات على حيطان المعابد ان الفرعونيات استخدمن الخلطة السحرية من عسل النحل بالإضافة إلى مسحوق الحلبة لإزالة التجاعيد والنمش، وكل ما من شأنه تشويه المنظر العام، كما عرفن أن زيت الخروع بالإضافة إلى مسحوق زهرة اللوتس يحفظ الجلد من جميع الأمراض، مثل البهاق والدمامل الخ... لقد تعرّف أهل تلك الحضارات البائدة إلى أن الجمال يهز عروش الأباطرة لكنها لا تهزه.

في القرن السادس عشر ظهرت أول محلات كوافير في فرنسا وعددها 600 وقال خبير التجميل (بودلير) انه استفاد كثيرا من الوصفات التي جاء بها علماء الآثار الفرنسيون من وادي النيل وهو يقصد مصر والسودان، ويقول أهل الاقتصاد الآن ان انجلترا تصرف 15 مليار يورو على مواد التجميل في العام، اذا كانت هذه انجلترا بلد الجمال فكم تصرف دول شرق المحيط الهادي؟؟؟

تشاجر زوجان وامتنعا عن الكلام وقبل النوم قدم الرجل لزوجته ورقة مكتوب علىها (ايقظيني عند السادسة صباحا) في اليوم التالي استيقظ الرجل فوجد ان الساعة بلغت الحادية عشرة صباحا ورأى ورقة على الطاولة مكتوب علىها (استيقظ فالساعة الآن السادسة صباحا).

copy short url   نسخ
15/05/2024
5