+ A
A -
حسن أبو هنية كاتب عربي

منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» التي أطاحت بركائز الأمن القومي الإسرائيلي، شنت المستعمرة الصهيونية حرب إبادة على غزة في محاولة يائسة لاستعادة قوة الردع. وخاضت إسرائيل الحرب دون وجود خطة استراتيجية بأهداف محددة واضحة، ولم تتمكن من تحقيق الأهداف المعلنة للحرب باستعادة الرهائن والقضاء على حركة حماس. وبعد دخول الحرب شهرها الثامن، لا تزال إسرائيل تتخبط في حرب الإبادة دون تحقيق أي إنجاز عسكري استراتيجي يذكر، وكلما تعمّق فشل القيادة الإسرائيلية اخترعت مبررات وأسبابا واهية للعجز عن إنهاء الحرب، وبعد أن استنفدت حكومة نتانياهو الفاشية المتطرفة ترسانة الكذب والتضليل، علّقت أسباب الفشل والعجز عن تحقيق نصر حاسم على المقاومة باعتراض دول العالم على عملية اجتياح مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.

أصبحت رفح الشماعة المفضلة التي تعلق عليها إسرائيل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أسباب الفشل، فالدعاية الإسرائيلية تصر على أن قيادة حماس، إلى جانب أربع كتائب من المقاتلين، متمركزة في رفح، وتحتجز الرهائن هناك، وأن العملية البرية في رفح ضرورية لتحقيق «النصر الكامل».

عملية اجتياح مدينة رفح تكشف عن مسارات فشل المستعمرة الاستيطانية بعكس التاريخ واستعادة قوة الردع التي أخفقت بعد عملية «طوفان الأقصى» وتآكلت بهزيمة استراتيجية مدوية، وتفضح الطغمة الحاكمة وحساباتها الشخصية الضيقة بتداخل الذاتي بالموضوعي والشخصي بالسياسي في إسرائيل.

وتدمر عملية رفح مساعي الولايات المتحدة والغرب على مدى عقود لإدماج المستعمرة الصهيونية في المنطقة واستكمال مسار تصفية القضية الفلسطينية من خلال التطبيع.

وإذا كانت معايير النصر تتفاوت بين المفهوم الاستعماري ومفهوم المقاومة، فإن الاستعمار الصهيوني فشل في تحقيق نصر استراتيجي نظامي، بينما نجحت المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس بإنجاز نصر من خلال الصمود والتفاف الحاضنة الشعبية.عربي 21

copy short url   نسخ
13/05/2024
15