+ A
A -
جريدة الوطن

عمان- الأناضول- رأى خبراء أن تصدّر المعابر الحدودية في قطاع غزة للمشهد العام خلال الأيام الأخيرة، يعني أن الحرب دخلت في بعد «استراتيجي أمني» جديد؛ تهدف إسرائيل من خلاله إلى تحقيق عدة أهداف، في مقدمتها تحقيق «نصر مفقود».

ويعتبر مراقبون أن إسرائيل تحاول استغلال الوقت قبيل التوصل لأي اتفاق مع حركة حماس، بحيث تخضع المعابر لسيطرتها وتخرج رفح عن الخدمة؛ بما يتيح لها تحقيق أهداف في إطار بعد استراتيجي مستقبلي.

فبالتزامن مع السيطرة على معبر رفح، أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم، جنوبي القطاع، وتضيق الخناق على معبر إيريز (بيت حانون)، فيما يوجد معبرين آخرين مغلقان وهما معبر المنطار (معبر كارني) الشرقي المستخدم فقط لعبور البضائع، ومعبر صوفا شمالاً وهو مغلق من حوالي 20 عاما.

المحلل العسكري والاستراتيجي هشام سليمان خريسات، قال: «إن الدخول إلى غزة براً يتم عبر 5 معابر، والتي منها ما هو مخصص للبضائع ومنها ما هو معد للمسافرين، وكلها الآن مغلفة». واعتبر أن «أهمية السيطرة على المعابر، من وجهة نظر إسرائيل، هي منع تهريب السلاح والذخائر، وهروب قادة حماس، وإجبار الحركة على الاستسلام». واستدرك «كما أن السيطرة على المعابر يعني التحكم بسلع الحياة والدواء، وتجويع غزة، ومنع العلاج والدواء، والسيطرة على دخول الهيئات الدولية».

ورجّح خريسات أن تكون العمليات برفح «بطيئة جداً»، مرجعاً ذلك إلى أن «قيادات إسرائيل تحاول إطالة أمد الأزمة، بما يضمن لها تحقيق أكبر دمار داخل القطاع قبل الوصول لأي اتفاق مع حماس».

المحلل الاستراتيجي عامر السبايلة، أشار إلى، أن «الهدف الأساسي لإسرائيل حاليا هو محور فيلادلفيا، لأنها جغرافية ممتدة مع سيناء، وبالتالي فإن إغلاق معبر رفح والسيطرة عليه تعني إحكام السيطرة الأمنية الإسرائيلية من الداخل والخارج». وأضاف «لا يمكن لإسرائيل أن تقول بأنها انتهت من غزة إلا عبر هذه العملية، وبعد ذلك سيكون معبر كرم أبو سالم لغايات إنسانية وبالحدود الدنيا، مع تفعيل عمل الميناء العائم في ذات الوقت؛ لتلبية الحاجات الإنسانية، وإظهار التركيز على الجانب الإنساني».

copy short url   نسخ
10/05/2024
5