+ A
A -

المتأمل في الآية القرآنية «وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» (البقرة: 237)، والتي نزلت ضمن أحكام الطلاق، تشمل فيما تشمل الوفاء بفضاءاته، وعدم نسيان المعروف من الأخ والصديق والزميل، ورد الجميل والمبادرة بالعطاء وتذكر المواقف الجميلة بين الناس في حياتهم اليومية، الود والمعروف بين الناس مطلوب حتى تستمر الحياة.

إن الفضل بين الناس يمتد في كل شيء في المعاملة والمعايشة اليومية، فالعلاقات لا تقاس بالمسطرة، أو المصلحة، أو «ما يخدم بخيل» – كما جاء في الأمثال - المبنية على المصلحة الوقتية والمنفعة والمواقف المتغيرة، وإنما تقاس العلاقات الإنسانية بالتراكمات والمواقف السابقة، التي لا ينسفها موقف واحد، وينقطع معه التعامل والتواصل والود بين الناس، ويحدث الانقلاب المفاجئ في العلاقة لتحل الجفوة مكان المودة، والبعد محل القرب، والكره بدل الحب، والصدام بدل السلام، وتصيد الأخطاء بدل التغاضي عنها وتذكر الفعل

القبيح بدل الحسن المليح، إن الحياة معقدة بما يكفي من المشاكل والهموم، يجب أن نفهمها حتى نعيشها صح، تحتاج إلى أن تسود روح «الفضل» بين الناس، بالعفو والصفح والمغفرة، فالعفو عند المقدرة، والصفح أن تفتح صفحة جديدة مع نفسك والآخرين، والمغفرة نسيان الماضي بما حمل من أحزان وآلام ومآسي وعدم اجتراره في كل حين،، خلونا نتذكر الجوانب الجميلة دائما، ولحظات الأنس والسعادة حتى نرقى ونسعد، البشر يخطؤون ويصيبون مرات ومرات وحتى الموت، ولن تستقيم حياتنا، ولن تكون هناك حياة سوية يسودها الاستقرار والصحة النفسية والاطمئنان بدون «روح الفضل» بين الزوج وزوجته أو مطلقته، أو الأخ وأخيه، أو الأخت وأخيها، أو الأفراد في المجتمع سواء في الأسرة الصغيرة أو المجتمع الكبير، إن المعاملة «بالفضل» بين الزوجين بعضهم البعض، وبين الأبناء وبين الأهل، وبين السكان في العمارة الواحدة أو المجمع الواحد، وبين أهل الشارع الواحد، و«الفريج» الواحد، وزملاء العمل الواحد، في الوزارة الواحدة، أو الإدارة الواحدة، أو القسم الواحد، وبين المدير ومرؤوسيه، ورئيس القسم وموظفيه من العاملين معه، وقس على ذلك، إن «الفضل» بين الناس أخلاق تمشي على قدمين، وقد توصلك جنان الدارين، أفلا تعقلون !!!

copy short url   نسخ
10/05/2024
35