+ A
A -
زيد إسليم كاتب عربي

على رقعة جغرافية محدودة يعيش فيها أكثر من 2 مليون إنسان محاصرين، منذ ما يزيد عن 18 عاماً، في قطاع غزة، وفي ظل حرب هي الأشرس والأكثر إيلاماً، تسقط التساؤلات كما تسقط القذائف: هل ستتمكن العائلات من لمّ أغراضها والهرب قبل سقوط صاروخ على بيوتهم؟ لو استطاعوا، إلى أين سيلجأون؟ هل تكفي 88 مدرسة وبعض المساجد لإيواء مليوني شخص أصدر العالم الحكم بالموت عليهم؟ كيف يمكن لفلسطيني في غزة أن يتحرك خطوة نحو مساحة أخرى عندما يصبح كل سنتيمتر تحت قدمه هدفاً للاحتلال، بينما تتحول كل سيارة أو ناقلة لهدف لصاروخ موجه بعناية وتكنولوجيا فائقة، هكذا يعيش الغزي مع كل الأسئلة الكبيرة والصغيرة كل يوم، فكل خطوة وكل توقف ربما تؤجل أو تعجل بموته.

في بداية الحرب نزح عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى وسط القطاع وجنوبه خلال اليومين، بعد أن شن الاحتلال قصفاً عنيفاً، ورغم أن الاحتلال زعم أن المناطق من جنوب الوادي ستكون آمنة، فإنّه استهدف سيارات ومركبات النازحين، فاستشهد مئات الفلسطينيين وهم ينزحون بينما اعتُقل آخرون.

يعلم الاحتلال أن المنازل لن تسع الجميع، فلجأ النازحون إلى المستشفيات والمدارس التي تعرف بخدمتها الهشة، والتي ازدادت هشاشة بمنع جميع المساعدات من الوصول إلى غزة بهدف إبادة من لم تصبه الصواريخ بالتجويع والمرض، ورغم أن المستشفيات تشهد تكدساً كبيراً نتيجة نزوح الأهالي إليها، لم يتوانَ الاحتلال أن يقصفها ويخرجها هي والمحتمين بها، هذا بجانب قصف المنازل والأبراج السكنية يومياً، ما تسبب في إبادة 50 عائلة فلسطينية بشكلٍ كامل وحذفها من السجلات الحكومية الرسمية فقط خلال أول أسبوعين من الحرب.

أتساءل الآن: هل يصبح الهروب من الموت مميتاً في حد ذاته؟ كيف للخلاص أن يتحول إلى رحلة عذاب، حيث الروح تفر من موت محقق إلى موت آخر؟!عربي بوست

copy short url   نسخ
09/05/2024
10