+ A
A -
محمد سلامة كاتب أردني

حكومة نتانياهو السادس وائتلافه المتطرف وبعد (212) يوما من الحرب وجدوا أنفسهم أمام طرق مغلقة، ليس افضلها سوى الغرق ومزيد من الفشل، وبات نتانياهو عنوان المشكلة يهذي بطريقته تارة، يهدد بغزو رفح، وأخرى برفضه قبول وقف إطلاق النار الدائم.

نتانياهو السادس حاول جر واشنطن وأوروبا لحرب إقليمية مدمرة مع إيران عندما تحرش بها وقصف قنصليتها في دمشق، لكنه فشل، وقادة أركان جيشه وأجهزته الأمنية ابلغوه أن حرب غزة وصلت إلى طريق مسدود، وأن إدارة الرئيس بايدن سئمت تصرفاته وتتجه لحسم العلاقات معه. نتانياهو السادس عنوان المشكلة داخل اروقة صناع القرار في الجيش الاسرائيلي والاجهزة الأمنية وفي المستوى السياسي وفي مفاصل القرار بحزبه (الليكود)، فقد عارضه وزير دفاعه يواف جالانت وطالبه بقبول صفقة الإطار مع حماس بتنازلات سياسية وأمنية جديدة، كما أن الدعم الإقليمي له يتراجع، فقد انضمت تركيا إلى جنوب إفريقيا بمحكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، ولم يعد العالم الحر قادرا على تورية مجازره وإرهابه ورفضه السلام الشامل والعادل مع الفلسطينيين وجواره العربي. نتانياهو بتعنته ورفضه قبول صفقة لتبادل الأسرى واقراره بالهزيمة في الميدان وقبول عودة حماس والجهاد واخواتهما إلى حكم غزة بعيدا عن ألاعيبه ومحاولاته البائسة، فإن مزيدا من الفشل والتفكك داخل إسرائيل الثالثة، ومزيدا من العزلة الدولية وربما يذهب إلى رفح وتذهب معه حكومته المتطرفة إلى الجحيم، خاصة أن هناك تحذيرات من داخل الجيش الاسرائيلي بدخول رفح. الكرة في ملعب نتانياهو السادس، فإما أن يختار تفكيك ائتلافه وخروجه من الحياة السياسية مرة واحدة أو أن يختار الذهاب إلى رفح والتضحية بعلاقات بلاده مع واشنطن وما يعنيه ذلك من أزمات وصدمات ربما تنتهي به وبائتلافه المتطرف إلى مزابل التاريخ.

copy short url   نسخ
08/05/2024
0