+ A
A -

بدا واضحاً يوم الاثنين أن ثمّة ضوءا في نهاية نفق اتفاق تبادل الأسرى، بعد قبول حركة حماس بالاتفاق المقترح، وما تبع ذلك من ردود فعل دولية مؤيدة، لكن الوقائع على الأرض تبدو وكأنها تسير في اتجاهات أخرى، بعد أن احتلت إسرائيل معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني وأغلقته أمام المساعدات، بدل إعطاء فرصة للمفاوضات الجارية.

التحركات التصعيدية الإسرائيلية تشير إلى أن قبول حماس لمقترح اتفاق تبادل الأسرى وضع حكومة بنيامين نتانياهو في مأزق، فهو لا يريد أن يظهر رافضا لاتفاق يعيد الأسرى من غزة، كما لا يريد إغضاب شركائه في اليمين الذين يرفضون الاتفاق، لذلك لجأ إلى التصعيد، إما لإعادة خلط الأوراق ومحاولة خلق وقائع جديدة على الأرض، أو لتهيئة شركائه من أجل المضي في الاتفاق، وفي كل الأحوال فإنه لم يعد هناك الكثير من الوقت، ونتانياهو يدرك قبل غيره أن عرقلة الاتفاق سيكون لها ثمنها، ومن ذلك تصاعد الغضب الدولي لما يحدث في غزة، وتصاعد غضب المتظاهرين الإسرائيليين الذين يطالبون بإبرام اتفاق لإطلاق الأسرى.

حتى اللحظة فإنه ليس في مقدور أحد التكهن بالطريقة التي يفكر بها نتانياهو وشركاؤه الذين يريدون المضي في هذه الحرب، لكن المؤكد أنه سيواجه ضغوطا كبيرة، داخليا وخارجيا، فيما لو أجهض الاتفاق، والصورة الراهنة هي محتجزون يموتون في الأسر واحدا تلو الآخر، وحكومة تحكمها الشكوك المتبادلة، ونخبة أمنية ضعيفة، وجيش منهك، ومعارضة تريد الانتهاء من هذه الحرب، لكنها عاجزة عن التأثير بأي شكل من الأشكال على مسار الأحداث.

copy short url   نسخ
08/05/2024
1215