+ A
A -
عبدالحميد بن سالم كاتب جزائري

الحديث عن جامعة عريقة مثل هارفارد التي تأسست سنة 1936 قبل تأسيس الدولة الأميركية بـ100 عام، والتي تخرج فيها 49 من الحائزين على جائزة نوبل، وثمانية رؤساء أميركيين، و188 مليارديراً، ممن أسسوا كبرى الشركات في العالم مثل «بيل غيتس» و«مايكروسوفت» و«فيسبوك». ويبلغ وقفها 50 مليار دولار. وتصل تكلفة الدراسة بها إلى 75 ألف دولار.

هذه النخبة التي تنتفض في مظاهرات لم يسبق لها مثيل، إلا في الستينيات من القرن الماضي، وكانت أحد أسباب انسحاب الجيش الأميركي من فيتنام سنة 1973، ثم انتقلت إلى فرنسا تنديداً بهذه الحرب، وقوبلت بعنف شديد ما أدى إلى زيادة التمرد، وقام العمال بإضراب شمل أكثر من 10 ملايين عامل، كاد يجرُّ باريس إلى حرب أهلية، وفرَّ «شارل ديغول» إلى ألمانيا، وأحدثت تلك الثورة تغييراً عميقاً في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في أوروبا.

أعتقد أن انتفاضة النخبة الأميركية اليوم، تأخذ اتجاهين:

الأول: هو التنديد بحرب الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة ويعتبرون بلدهم شريكاً في الجريمة، وقاموا بكتابة 10 آلاف اسم لشهيد ليقرأها الطلبة في ساحات الجامعة.

والثاني: هو رفض تقديم المعونات للاحتلال الإسرائيلي من أجل قتل الأطفال والنساء، الذي تدفع بلدهم تكلفته الأخلاقية والمادية، وصار الكيان يشكل عبئاً استراتيجياً على بلدهم.

لقد أصبحت النخبة بمن في ذلك المتدينون اليهود، يضيقون بالحركة الصهيونية، التي تدفع بلدهم اليوم إلى الانهيار.

هذه المظاهرات تمثل الصيحة الأخيرة لبقية الضمير الأميركي، من النخبة التي أصبحت تشعر بأن إسرائيل أصبحت عبئاً استراتيجياً على الولايات المتحدة وأن الحركة الصهيونية ستقود أميركا إلى الانهيار.

فهل ستطرح النخبة في الولايات المتحدة مشكلة المسألة الصهيونية كما رفعت النخبة في أوروبا «المشكلة اليهودية»، وتصبح بذلك بيئة طاردة للصهاينة كما كانت أوروبا بيئة طاردة لليهود، وفلسطين الذي جعل منها

«طوفان الأقصى» بيئةً طاردة للكيان الإسرائيلي.عربي بوست

copy short url   نسخ
06/05/2024
10