التسريبات عن آخر ورقة قدمت لحماس حول صفقة تبادل الأسرى تتضمن وقفا مؤقتا لاطلاق النار على غزة لمدة (42) يوما ودون ضمانات لاستكمال مفاوضات الدفعات التالية من الصفقة، وأن حكومة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف يرفضون أي وقف دائم لاطلاق النار..فيا ترى ما الأسباب ولماذا؟!
الأسباب كما يراها كثيرون تتمثل في محاولات انتزاع مكاسب سياسية وأمنية من حماس والجهاد وأخواتهما بعد عجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيقها ميدانيا، وأولها تشديد الحصار على شمال غزة ومنع عودة جميع النازحين، وتأمين عودة سكان المستعمرات إلى غلاف غزة، تمهيدا لفحص إمكانية إعادة بناء مستعمرات أمنية جديدة في محور نتساريم وفي مناطق جرى إزالة نحو (23) مستعمرة منها، كانت موجودة قبل الإنسحاب الإسرائيلي عام 2005م.
لماذا ترفض حكومة نتنياهو السادس وقفا دائما لاطلاق النار على غزة؟!،،لأن ذلك يعني نهايتها السياسية ونهاية نتنياهو السادس نفسه، ولأن أجندات اليمين المتطرف قائمة على التوسع والهيمنة والاحتلال والعربدة.
حكومة نتنياهوتتمسك بوقف مؤقت لاطلاق النار فيما تتمسك المقاومة الفلسطينية بوقف دائم وانسحاب كامل من القطاع، وهذه الشروخ العميقة في المواقف بين الطرفين تلقى دعما لإسرائيل الثالثة من واشنطن ودول إقليمية فيما الضغط كله على المقاومة الفلسطينية لكي تتنازل،..وإذا تنازلت عن مطالبها بوقف دائم فانها سوف تخسر الحرب وتخسر ورقة الأسرى وتخسر كل إنجازاتها المحدودة، وكل صمودها وصمود غزة، وبالتالي فإن الخطوة التالية ستكون على مساومتها على نزع سلاحها ومن ثم مساومتها على وجودها وحكمها وبقائها و...إلخ.
حماس والجهاد وأخواتهما مطالبون بالتشدد في مطالب الشعب الفلسطيني ومطالبون بانتزاع ضمانات دولية لتطبيق ما سيتم الاتفاق عليه، وأن إسرائيل الثالثة ومعها حلفاؤها في واشنطن تحت الضغط الشعبي والمظاهرات وفي مرمى الانتقادات الدولية.
