+ A
A -
جريدة الوطن

القدس- الأناضول- تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ207، على التوالي، وسط قصف عنيف جداً استهدف رفح (جنوب) ومناطق أخرى مثل دير البلح وسط القطاع، ما خلف عدداً من الشهداء والجرحى، فيما بلغ مجمل حصيلة ضحايا الحرب 34488 شهيداً و77643 مصاباً حتى الآن.

في غضون ذلك، ادان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تعمّد جيش الاحتلال الإسرائيلي تفخيخ مخلفاته التي يتركها عند انسحابه، محذراً من تكرار حوادث انفجار المخلفات في منازل المواطنين، ولا سيما التي تكون على هيئة معلبات، ومعتبراً أن الاحتلال لجأ إلى استخدام خديعة المعلبات المفخخة، لزيادة أعداد الشهداء والجرحى.

وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة أن طواقمها تواصل عملها في ظل حالة العجز الكبير التي وصلت إليها على صعيد نقص المعدات والمركبات والآليات اللازمة للبحث عن المفقودين تحت أنقاض المنازل والبنايات المدمرة بفعل استهداف الاحتلال، وتدميره للآليات الثقيلة والبواقر منذ الأيام الأولى للعدوان، ما أدى إلى فقدان آلاف المواطنين حياتهم نتيجة تعذر الوصول إليهم وإنقاذهم من تحت أكوام الركام.

وقدّرت وجود أكثر من 10 آلاف مفقود ما زالوا تحت أنقاض مئات البنايات المدمرة منذ بدء العدوان وحتى اليوم، لم تتمكن الطواقم المختصة من انتشال جثامينهم، وهم غير مدرجين في إحصائية الشهداء التي تصدر عن وزارة الصحة، بسبب عدم تسجيل وصول الجثامين إلى المستشفيات، ومن ثم يتجاوز عدد الشهداء أكثر من 44 ألفاً.

من جهتها أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي خمس مجازر ضد العائلات، وصل منها إلى المستشفيات 47 شهيداً و61 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 34535 شهيداً و77704 إصابة منذ السابع من أكتوبر/‏ تشرين الأول الماضي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، المصادقة على خطط لمواصلة الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ 207 أيام، واستكمال الاستعدادات المطلوبة لذلك.

يأتي ذلك رغم المناشدات والدعوات الدولية المتصاعدة لوقف تلك الحرب، التي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «استكملنا عمليات الاستعداد القتالي، والمصادقة على الخطط تمهيدًا للمراحل اللاحقة من الحرب في غزة».

وأضاف أن «مقرات قيادة الفرق والألوية وجنود الاحتياط نظمت أيامًا دراسية مهنية على كافة المستويات، وأجرت حوارات قيادية حول المراحل اللاحقة من مهمتهم (في غزة)، ونفذت تمارين لاستخلاص العبر وتحسين الفعالية في ساحة المعركة».

وفي هذا الصدد، تحدث بيان الجيش الإسرائيلي بصفة خاصة عن استعدادات الفرقتين 98 و162 لمواصلة الحرب في غزة، في إشارة إلى عودتهما قريبًا لمواصلة العمليات العسكرية بعد انسحابهما مؤخرا.

وقال: «كجزء من الإجراء القتالي، قامت مجموعات التكنولوجيا والصيانة (بالجيش) بعمليات ترميم متنوعة لكافة الآليات المدرعة في الفرقتين من أجل زيادة جاهزيتهما للقتال المتواصل».

وأضاف أن «قادة الفرقتين أكملوا المصادقة على الخطط للمهام القادمة، ويستمرون حاليًا في زيادة الجاهزية لدى كافة التشكيلات من خلال التدريبات».

ويأتي الإعلان في وقت تقول فيه الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية إن الجيش يستعد لعملية عسكرية واسعة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وإن لم يشر إلى ذلك.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في بيان لمكتبه أمس، أن جيشه سيدخل رفح، «سواء كان هناك اتفاق لتبادل الأسرى (مع حركة حماس) ووقفا لإطلاق النار أم لا».

وتتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات الاجتياح المحتمل لرفح، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم الجيش الإسرائيلي إليها بزعم أنها آمنة ثم شن عليها لاحقا غارات أسفرت عن قتلى وجرحى.

على الجانب الآخر قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إن إمدادات الغذاء وغيرها من المساعدات الإنسانية المقدمة إلى قطاع غزة زادت في شهر إبريل/‏ نيسان، لكنها لا تزال غير كافية لتفادي حدوث مجاعة.

وأضاف في مؤتمر صحفي في جنيف «صحيح أن المزيد من الإمدادات دخل خلال شهر أبريل، لكن هذا لا يزال غير كاف لتجنب المخاطر»، مضيفاً أن هناك سباقاً مع الزمن للتصدي للجوع والمجاعة. وأشار إلى أن هناك عدداً قليلاً من الدول لا يزال يحظر تمويل أونروا في أعقاب اتهامات إسرائيلية بضلوع عدد من موظفي الوكالة في عملية 7 أكتوبر/‏ تشرين الأول. واعتبر أن الوكالة جمعت 115 مليون دولار من الأموال الخاصة.

copy short url   نسخ
01/05/2024
5