+ A
A -
جريدة الوطن

عقدت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي أمس الجلسة الثامنة من مبادرة «إضاءات»، تحت عنوان «خير جليس»، وذلك بمناسبة احتفالها باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف. حضر الجلسة أكثر من (500) طالب وطالبة، بالإضافة إلى المعلمين وأولياء الأمور ومديري المدارس وكبار المسؤولين بالوزارة، وذلك في قاعة المسرح بالمقر الدائم للوزارة.

شارك في الجلسة التي أدارها السيد عبد الله الهلابي من العلاقات العامة بالوزارة، كل من الدكتورة عائشة جاسم الكواري، الرئيس التنفيذي لدار روزا للنشر ومدير الملتقى القطري للمؤلفين، والطالب عبد الله محمد البري، بطل تحدي القراءة على المستوى العربي للموسم السابع، والسيدة ريم إبراهيم البدر ولية أمر. وناقشت الجلسة خمسة محاور، شملت القراءة للتعلم والتطوير الذاتي والمتعة، والقراءة في العصر الرقمي، والقراءة والمجتمع، ودور المكتبات والمنصات في تشجيع القراءة، بينما ناقش المحور الأخير التحديات والحلول المُقترَحة لتعزيز ثقافة القراءة.

وفي مداخلتها في الجلسة، أشادت الدكتورة عائشة جاسم الكواري بمبادرة «إضاءات» كإضاءة جديدة للبحث عن الحلول المُبتكَرة لكثير من القضايا، وثمَّنت احتفال الوزارة باليوم العالمي للكتاب للتحفيز على القراءة والتعريف بحقوق وواجبات المؤلفين. واستعرضت الدور الذي تؤديه دُور النشر لتحفيز أفراد المجتمع على القراءة، منوهة في هذا السياق بقوة العلاقة بين القراءة والكتابة؛ إذ قالت: لكي تكون كاتبًا مميَّزا ينبغي أن تكون قارئًا متميزًا، ورسالتنا هي جعل المجتمع مجتمعًا قارئًا وأن تكون القراءة أسلوب حياة؛ لأن قطر تستحق الأفضل من أبنائها المثقفين القارئين الذين يَصِلون لمصادر التعلم.

وأكدت الكواري على أهمية الكتاب الورقي على الرغم من التطور الرقمي، منوهة بازدياد عدد المؤلفين الشباب في قطر؛ مما يدل على حيوية مجتمع القراءة، وطمأنت الشباب القلقين من منصات التواصل الاجتماعي ومنافستها للكِتاب، مُبينة أنها أدوات مساندة للكتاب وليست بديلًا عنه نستخدمها للتعريف بإصداراتنا والتعرف على التغذية الراجعة حول ما نكتبه وننشره.

وكشفت عن معايير اختيار الكتب ونشرها المتمثلة في الأصالة والدقة والموضوعية وأن يُمثل الكتاب إضافة نوعية لمجتمع المعرفة من خلال طرحه العلمي، مشيرة إلى وجود لجنة فنية إشرافية تحدد معايير نشر الكتب، ودعت إلى تعزيز دور المكتبات من خلال إقامة الفعاليات الهادفة فيها لخلق الزخم للتشجيع على القراءة وتعزيزها.

وفي ختام مداخلتها، دعت الكواري إلى تضافر جميع الجهود للوصول إلى مجتمع المعرفة من خلال تعزيز ثقافة القراءة، التي أصبحت مسؤولية مشتركة بين كافة الأفراد ومؤسسات المجتمع والدولة، كما أشادت بتجارب الطلبة مع القراءة التي استعرضوها في الجلسة، مؤكدة أنها داعم لها للمضي قدمًا في صناعة التأليف والنشر وتعزيز ثقافة القراءة في المجتمع.

أما السيدة ريم إبراهيم البدر، ولية أمر، سلطت الضوء على دور الأسر في تشجيع القراءة لدى أبنائهم، لا سيما في العصر الرقمي، مستعرضة الأساليب والاستراتيجيات المثلى لتحفيزهم على القراءة والكتابة. وقدمت العديد من المقترحات لتشجيع الأبناء على القراءة، وقالت: نحن «أمة اقرأ»، علينا أن نولي اهتمامًا خاصًّا لتعزيز ثقافة القراءة وتحفيز أبنائنا وخلق التحدي والمنافسة فيما بينهم.

وحول تأثير التكنولوجيا على الأبناء، قالت البدر إن المهم لديها هو تغذية عقول أبنائها وتطوير مهاراتهم؛ سواء عن طريق القراءة الإلكترونية أو الورقية، ودعت للاستفادة من ميزات التكنولوجيا بطريقة إيجابية لتعزيز مهارتي القراءة والاستماع، بالإضافة إلى اتباع أسلوب التحفيز بالتشاور وإقناع الأبناء، وتدريبهم على القراءة الفعالة واستثمار أوقات فراغهم بما هو مفيد.

وتطرق الطالب عبد الله محمد البري، إلى تجربته مع القراءة وتأثيرها على تطويره الأكاديمي وتنمية مهاراته الشخصية؛ حيث ذكر أبرز الكتب التي قرأها وأثرها عليه، بالإضافة إلى حفظه للقرآن الكريم، كما تحدَّث عن إيجابيات التكنولوجيا وسلبياتها.

وشارك عدد من الطلبة والطالبات في الجلسة باستعراض تجاربهم المميزة مع القراءة، منوهين بكيفية تطوُّر مهاراتهم وقدراتهم الذاتية في الخطابة والإلقاء من خلال مواصلة القراءة في مختلف مجالات المعرفة؛ من بينهم الطالب إبراهيم إسماعيل من مدرسة القدس النموذجية للبنين، والطالبة جواهر العمري من مدرسة الخور الإعدادية للبنات، والطالبة مريم محمد علي من مدرسة موزة بنت محمد الابتدائية للبنات، والطالبة ريحانة إبراهيم آل شريم من مدرسة مارية القبطية الإعدادية للبنات - مؤلفة كتاب «ثوب النخلة».

وفي ختام الجلسة، قامت السيدة مها زايد الرويلي، وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية بالوزارة، بتكريم المتحدثين في الجلسة لدورهم في إثراء الحوار التربوي حول القراءة وأهميتها، كما كرّمت منتسبي الوزارة الأكثر استعارة للكتب وترددًا على المكتبة.

تُعَد مبادرة «إضاءات» منصة حوارية تجمع التربويين في جلسات نقاشية، تتناول قضايا تربوية وأكاديمية محددة وذات اهتمام مشترك؛ للوصول لأفكار تطويرية فعالة وملهمة، ولتوظيف مخرجات هذه الجلسات في تعزيز خطط الوزارة وسياساتها التربوية.

copy short url   نسخ
28/04/2024
0