+ A
A -
أكرم الفرجابي

تعد مراكز تعليم القرآن الكريم التابعة لإدارة الدعوة والإرشاد الديني، بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بمثابةمحاضن تربويـة وإيمانيـة عامرة بآيات الذكر الحكيم، حيث يبلغ عدد مراكز التحفيظ حالياً «125» مركزاً للذكور و«30» مركزاً للإناث، إلى جانب حلقات برنامج «تعاهد» التي تزيد على «160» حلقة، بالإضافة إلى المراكز الدينية الأهلية الخاصة والبالغ عددها «28» مركزاً، موزعة في جميع أنحاء الدولة.

كما تواصل وزارةُ الأوقاف والشؤون الإسلامية رفد مناطق الدولة بمراكز قرآنية جديدة خلال الفترة القادمة لاحتضان جميع الطلاب الراغبين في الالتحاق بهذه المراكز لحفظ كتاب الله، وتعلم أحكام التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم، إذ تُتيح الفرصةَ للمُتبرعين الكرام من أهل الخير لتمويل تشغيل المراكز القرآنية الأهلية لتعليم وتدريس القرآن الكريم لأبناء المُجتمع من البنين والبنات، فهناك عددا من المراكز الجديدة التي تمَّ دعمها وتمويلها من قِبل المُتبرعين، وهي قيد التجهيز لافتتاحها خلال الفترة المُقبلة.

مراكز جديدة

ويأتي توسع الوزارة في افتتاح المراكز القرآنية الجديدة بالدولة في إطار حرصها على استيعاب جميع الطلاب ممن هم على قوائم الانتظار للالتحاق بالمراكز القرآنية ببعض المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، ولتوفير البيئة والمحضن التربوي المُناسب لأبنائنا، والمُساهمة في إخراج جيل قرآني يُساهم في بناء وطنه وتنميته، حيث تُتيح وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للمُتبرِّع من أهل الخير الاختيارَ من بين نماذج مُتعدّدة لمراكز تعليم القرآن الكريم وبعدد حلقات مُختلِفة.

وتقوم هذه المراكز القرآنية المنتشرة في أنحاء الدولة، بأدوار تربوية واجتماعية مهمة تساهم في تنشئة الأبناء، وتغرس في روحهم الآداب والأخلاق الإسلامية السمحة، المستمدة من تعاليم وتوجيهات كتاب الله، مع غرس وبيان العقيدة الصحيحة، وتنشئتهم على السيرة العطرة لأهل القرآن، إضافة إلى شغل أوقات فراغهم في أمر مفيد ينمي قدراتهم ومواهبهم، ويعزز مستواهم اللغوي، ويطور من ملكة الحفظ لديهم، ويعمل على تحسين لغتهم ونطقهم للحروف والكلمات بالشكل الصحيح.

برامج وأنشطة

وتعمل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على أداء رسالتها في رعاية وتوجيه الشـأن الديني الإسـلامي في المجتمع، وتعزيز دور رسـالة الإسلام في ترسيخ القيم الإنسـانية والمبادئ الأخلاقية السـامية والمثل العليا، وتأكيد أثرهـا الدائم في ترقية حيـاة المجتمع كافة، وذلـك من خلال برامج وأنشطة مراكز تعليم القرآن الكريم المنتشرة في مناطق الدولة المختلفة للذكور والإناث، وتوظف كل إمكانياتها للارتقاء بالنشء والشباب والفتيات؛ عبر استيعابهم في مراكز تعليم القرآن الكريم المخصصة للذكور وأخرى للإناث، والعمل على تثقيفهم وتوجيههم تربوياً واخلاقياً، وإبلاغ الدعوة ونشـر الثقافة الإسـلامية وفق منهج وسطي معتدل يستند على كتاب الله وسنـة رسـوله الكريم، وتعزيز دور المساجد والمراكز القرآنية ورسالتها الهادفة في المجتمـع.

وتشرف الوزارة ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد الديني عبر قسم القرآن الكريم وعلومه وشبعة التحفيظ بالنشاط النسائي على المراكز القرآنية الحكومية التابعة للوزارة، وتحرص على استيعاب الطلاب والطالبات الذين يتقدمون للانتساب والحضور لتعلم القرآن الكريم وعلومه بهذه المراكز، وتخييرهم في مواعيد البرامج الدراسية حسب الطاقة الاستيعابية المتاحة وحسب الوقت الذي يراه الطالب مناسباً وفق ظروفه حيث تنقسم الدراسة بمراكز الذكور إلى فترتين، الأولى: من بعد صلاة العصر إلى قبيل صلاة المغرب، والثانية من بعد صلاة المغرب إلى ما قبل أذان العشاء، كما تحتضن مراكز التحفيظ النسائية الإناث على فترتين صباحية ومسائية، وتعمل الإدارة بالتنسيق مع الإدارات ذات الصلة على توفير المزيد من المراكز القرآنية للذكور والإناث؛ حسب زيادة الكثافة السكانية في مناطق الدولة.

منهج تعليمي

وتتيح إدارة الدعوة والإرشاد الديني للذكور والإناث على اختلاف أعمارهم ومن جميع فئات المجتمع ابتداءً من عمر خمس سنوات، الانتساب والحضور للمراكز القرآنية التي تنتشر في جميع مناطق الدولة، وذلك خلال أيام الأسبوع من الأحد إلى الخميس، حيث يتضمن منهج تعليم القرآن الكريم خمسة فروع بداية من تعليم الدروس الهجائية وحتى الخاتمين لحفظ كتاب الله، وهي: فرع الدروس الهجائية، فرع التلاوة وأحكام التجويد، فرع الحفظ والمراجعة، فرع الخاتمين، بالإضافة إلى فرع مقرر المدارس.

وقامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد الديني منذ بدء جائحة كورونا بإطلاق برنامج «تعاهد» لتعليم القرآن الكريم عبر منصة الوزارة التعليمية في بَرنامج «ميكروسوفت تيمز» وواصلت الوزارة العمل به؛ ليكون عوضاً عن الحضور لمقرات هذه المراكز القرآنية، ولتستمر العملية التعليمية للراغبين في تعلم وتعليم القرآن الكريم عن بُعد وفق ما يناسب ظروفهم الدراسية، حيث توفر مراكز تعليم القرآن الكريم المنتشرة في جميع مناطق الدولة محضن إيماني تربوي لغرس قيم الإسلام ومبادئه وآدابه، ويوفر لأبنائنا الطلاب ذكوراً وإناثاً البيئة النقية السليمة، وينمي شخصيتهم نمواً سوياً متوازناً، كما يقول الله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)، كما حفظ القرآن الكريم من أهم العلوم التي حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها، وقال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، لذا من الواجب على الأبناء والبنات أن يشغلوا أوقاتهم بالعلم الشرعي، من خلال قراءة وحفظ وتدبر كتاب الله تعالى، لأن التخلق بأخلاق القرآن الكريم تشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، حتى ينشأ جيل قرآني متمسك بدينه وعقيدته.

بيئة إيمانية

كما يحرص أولياء الأمور على أن يُهيئوا لأبنائهم النشأة الطيبة، والأجواء الإيمانية، التي يجدون فيها تعلم الخير وأمور الدين ويلمسون فيها القدوة الصالحة، وينعمون بالصحبة الطيبة النافعة، وتعد حلقات تعليم القرآن الكريم خير ما يتحقق فيه ذلك على أكمل وجه، بين إخوة وأصدقاء يتلون كتاب الله ويتعلمون علوم القرآن في بيئةٍ إيمانيةٍ مهيأةٍ تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد الديني، حيث توفر المراكز القرآنية لهم القدوة الحسنة والتوجيه السليم والتربية الإيمانيّة على يد مدرسين ومربين من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، ليروا أخلاق القرآن وآدابه تتجسد فيمن يتلقون عنهم القرآن، ليأخذوا عنهم العلم والعمل معاً، فمن الملاحظ والمشهود أن انتساب النشء من الذكور والإناث إلى حلقات القرآن الكريم وانتظامهم فيها من أهم أسباب تفتح مداركهم العقلية ونموهم المعرفي المبكر وظهور طاقاتهم الإبداعية وتفوقهم الدراسي على أقرانهم، كما أنها تساهم في علو همتهم وتعودهم على حفظ أوقاتهم وتربي فيهم الشعور بالمسؤولية.

ولا تقتصر هذه المراكز على التحفيظ والتلاوة فقط، بل تقدم أنشطة ترفيهية للطلاب حيث تولي إدارة الدعوة ممثلة في قسم القرآن الكريم وعلومه الذي يشرف على إقامة هذه الأنشطة الترفيهية اهتماماً كبيراً بهذا الجانب المهم في حياة الطلاب، لما له من مردود معنوي جيد كونه يسهم في رفع المعنويات وتجديد النشاط لدى المنتسبين للمراكز، ولذلك تحرص الإدارة على إقامة البرامج والأنشطة التربوية والرياضية والترفيهية المصاحبة لمنهج تعليم القرآن على مدار العام، ويحظى طلاب مراكز تعليم القرآن الكريم بتجربة متميزة، وذلك من خلال مباريات دوري طلاب المراكز الذي دأبت الإدارة على إقامته خلال السنوات الماضية، بهدف جمع الطالب بين الحرص على حفظ كتاب الله العزيز وإتقان تلاوته، والتأكيد على التفوق الدراسي وتعزيز البنية البدنية السليمة للطلاب؛ وقيم المنافسة على الخير من خلال الأنشطة الرياضية لتخريج جيل قرآني قوي البدن، متوازن نفسياً يساهم في نهضة مجتمعه.

copy short url   نسخ
27/04/2024
5