+ A
A -
كمال خلف كاتب عربي

انتفاضة الجامعات في الولايات المتحدة ليست حدثا عابرا أو حركة احتجاج تعبر عن انفعالات وغضب لطلاب وشباب متحمسين مفعمين بالمثالية والنقاء يرفضون الظلم، هي حدث سيكون مفصلا تاريخيا مؤثرا في مسار مستقبل الولايات المتحدة الأميركية والعلاقة العضوية مع إسرائيل التي تسمح للنخبة السياسية في أميركا بدعم الإبادة الجماعية وتزويد إسرائيل بالسلاح والغطاء السياسي والقانوني، ما يشكل مظلة حماية دولية من المحاسبة أو المساءلة.

هي علاقة طالما وضعت دولة عظمى في خدمة دولة احتلال واجرام وعنصرية، إلى الدرجة التي اضطرت فيها الولايات المتحدة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة بالتضحية بمصالحها الاستراتيجية وسمعتها العالمية ومصداقية النظام العالمي الذي تقوده، كل ذلك خدمة لهلوسات وغرائز وهستيريا نتانياهو وثلة من المجرمين الحثالة من أمثال بن غفير وسيموترتش.

الجامعات في الولايات المتحدة كما في عدد كبير من دول العالم هي منبع التغيرات الكبرى والثورات والتحولات. وقد ادركت النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة هذا المعنى، تماما كما استشعرت إسرائيل هذا الخطر الداهم وغير المسبوق. لكن من يسيطر على القرار السياسي في تل ابيب وواشنطن وكما تعاملوا مع كل الاحداث منذ السابع من أكتوبر بقصر نظـر وجهل، فانهم واجهوا حركة الطلاب في الجامعات الأميركية بذات المستوى وقرروا قمعهم واتهامهم بتهم جاهزة.

باختصار هذه ليست احتجاجات طلاب في جامعة فحسب، إنها مراجعة يبدأها المجتمع، وتحولات بدأ يحمل رايتها جيل جديد سيدين من سبقه بأشد العبارات، ويعتذر باسم أمته عن كل ما اقترف باسمها من جرائم.{رأي اليوم

copy short url   نسخ
26/04/2024
10