+ A
A -
أكرم الفرجابي

أعلنت وزارة البيئة والتغير المناخي عن انتهاء موسم التخييم الشتوي «2024/2023» بجميع مناطق التخييم على مستوى الدولة اعتبارا من يوم الثلاثاء «30» أبريل الجاري، بعد أن استمر لمدة «6» أشهر، وستقوم الفرق البيئية المتخصصة بعد ذلك، بعمليات التفتيش والمتابعة، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال أية مخالفات.

وعلمت الوطن أن وزارة البيئة والتغير المناخي ستقوم بمنح المخيمين في جميع مناطق التخييم البرية والبحرية، مهلة لإزالة المخيمات حسب حجم المخيم، تتراوح مدتها من أسبوع إلى أسبوعين، كما ستعمل الدوريات البيئية مع انتهاء موسم التخييم على مراقبة وضبط كافة المخالفات التي يقوم بها بعض أصحاب المخيمات عند إزالة مخيماتهم، الأمر الذي يحتم على جميع المخيمين بالدولة ضرورة الالتزام بالاشتراطات البيئية الخاصة بموسم التخييم الشتوي للحفاظ على بيئة قطر سليمة ونظيفة.

ويتوجب على صاحب المخيم الحرص على ترك موقع مخيمه نظيفا وسليما كما استلمه، وأن يقوم بإبلاغ الوحدة البيئية المختصة لمعاينة الموقع والتأكد من نظافته؛ حرصاً منه على نظافة بيئة قطر وتفادياً للمساءلة القانونية، باعتبار أن حرص المخيم على تنظيف موقع مخيمه دليل على وعيه ومساهمته الإيجابية في التخلص من المخالفات بطرق آمنة وعدم تعريض حياة الآخرين للخطر، والتسبب في تلويث البيئة والإضرار بها، بما يضمن نجاح موسم التخييم الشَتوي في جميع مناطق التخييم البرية والبحرية والمُحافظة على البيئة، دون أي تأثير سلبي على الثروة النباتية والحيوانية لبيئتنا المحليّة.

شروط والتزامات

وكانت وزارة البيئة والتغير المناخي قد قامت بتحديث الشروط والالتزامات الخاصة بعمليَّة التخييم بجميع مناطق الدولة، في إطار حرصها ورؤيتها على أن يكون موسم التخييم للعام الحالي موسما مستداما، بهدف المحافظة على البيئة المحلية بجميع مناطق الدولة، وما تضمه من غطاء نباتي وتنوع حيواني متميز، خصوصا أن المحافظة على البيئة واجب وطني على كل مواطن أو مقيم، فهذا التنوع هو إرث وطني يمتلكه جميع مواطني دولة قطر، الذين ظلوا مُرتبطين بالصحراء رغم الطفرة الاقتصادية والعمرانية التي طالت كل مناحي حياتهم، فيأخذهم الحنين إلى مرابع الطفولة والصبا ومنازل الآباء والأجداد حيث متعة الاسترخاء والذكريات، وفي أجواء التخييم، تنبعث رائحة الأرض الطيبة حاملة الراحة للقلوب والدفء للأرواح المُتعطشة إلى سحر البادية بسكونها وهدوئها، حيث يُعد موسم التخييم الشتوي فرصةً رائعةً للاستجمام، وقضاء لحظات سعيدة مع الأهل والأصدقاء، والحياة بكل بساطة بعيدًا عن صخب المدينة، وذلك من خلال اقتناص فرصة الخروج للبر التي أصبحت عادة سنوية يُمارسها المواطنون القطريون في فصل الشتاء، وهو موسم سنوي يُعد ضربًا من ضروب العادات والتقاليد، حيث يلجأ أبناء قطر إلى نصب الخيام واستذكار حياة الأجداد الذين عاش الكثير منهم بالطريقة نفسها مع الفرق في مُتطلبات التخييم الحالية.

تراجع المخالفات

وتشير الأرقام الصادرة من الوزارة إلى تراجع مخالفات موسم التخييم في العام الحالي، والتي انخفضت لأكثر من «50 %» مقارنة بالموسم الماضي، وهذا يعود إلى الحملات التوعوية التي قامت بها وزارة البيئة والتغير المناخي خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين، حيث أصبح هناك وعيٌ كبير لدى مرتادي التخييم، بالإضافة إلى تكثيف حملات التفتيش لمفتشي الوزارة، وتوعية المخيمين عن طريق منصات التواصل الاجتماعي بأهمية المحافظة على البيئة وصونها والمحافظة على النظافة العامة في مواقع التخييم البرية والبحرية، وكذلك الالتزام بالتعليمات والإرشادات العامة والخاصة بالأمن والسلامة، وهي أمور خفضت نسبة مخالفات التخييم.

القوائم السوداء

كما تقوم وزارة البيئة والتغير المناخي سنوياً بالإعلان عن قوائم سوداء لمخالفي موسم التخييم الشتوي، للأشخاص غير الملتزمين الذين وصلتهم إنذارات مسبقة ولكن لم يتقيدوا بها، فإذا كان المخيم لا وعي لديه وليس له تقدير للمكان والقوانين والاشتراطات فهذا الأمر يعرضه لأن يكون ضمن القائمة السوداء، وبالتالي حرمانه من الاستمتاع بالتخييم في السنوات القادمة، حيث تقدر مدة الحرمان بحوالي سنة أو سنتين حتى لا يعيد تكرار ارتكاب المخالفة مرة أخرى، ويحرص في المرات القادمة على البيئة والمحافظة عليها لأن موسم التخييم هو شراكة ما بين المجتمع والوزارة، المخيم عليه دور يتمثل في الحفاظ على هذا المكان الذي يستفيد منه ويستمتع فيه، والوزارة عليها التأكد من التزامه والرقابة عليه طوال فترة التخييم.

تخفيض الرسوم

وظلت رسوم التخييم محل جدل على مواقع التواصل الاجتماعي طوال السنوات الماضية لكونها رسوما مبالغا فيها، قبل أن يوافق مجلس الوزراء مطلع الشهر الجاري على مشروع قرار وزير البيئة والتغير المناخي، بشأن تحديد رسوم التصريح بالمخيمات الشتوية بجانب تخفيض رسوم التخييم وإعفاء ذوي الإعاقة والمتقاعدين، إذ تضمن مشروع القرار تخفيض رسوم التصريح بالمخيمات الشتوية من «10» آلاف، ريال قطري إلى «3» آلاف ريال قطري لجميع المناطق، سواء كانت برية أو بحرية أو التي تقع ضمن محمية طبيعية، وإعفاء ذوي الإعاقة والمتقاعدين من تلك الرسوم، وذلك في إطار حرص وزارة البيئة والتغير المناخي على تطوير وتحديث موسم التخييم الشتوي خلال السنوات القادمة، بما يحقق رؤيتها ورسالتها.

هواية التخييم

وتعد دولة قطر واحدة من الدول الخليجية التي يهتم سكانها بهواية التخييم، أو ما يطلق عليه شعبيا «الكشتة» والتي تمثل تقليدا سنويا متوارثا عبر الأجيال، حيث النزوح إلى الطبيعة خلال فصلي الشتاء والربيع، وتحديدا بين شهري نوفمبر وإبريل، والحياة في «خيام» يتم نصبها بعيدا عن مناطق العمران، أو في بيوت متنقلة «كرافان» أعدت خصيصا لهذا الغرض لا تخطئ العين حلتها العصرية وتجهيزاتها التي يتم اختيارها بعناية تمزج بين الأصالة والمعاصرة، حيث يجذب موسم التخييم آلاف العائلات القطرية التي تتجه نحو المناطق البرية أو على الشواطئ الرملية الجميلة التي تمتاز بها الدولة، كما ينضم إليهم آلاف الزوار والسائحين الذين يشاركون في هذه التظاهرة الشتوية الربيعية، للاستمتاع بالأجواء الرائعة، ومشاهدة العروض والفعاليات والأنشطة التي عادة ما تصاحب فترة التخييم مثل استعراض المركبات على الكثبان الرملية، إلى جانب ركوب الخيل والجمال و«البطابط» أو «بيتش باجي» وحفلات السمر والشواء الليلية.

تدابير وإجراءات

وفي إطار حرصها على راحة وسلامة المخيمين، تقوم الدولة باتخاذ العديد من التدابير والإجراءات المتمثلة في الشروط الواجب اتباعها أثناء موسم التخييم الشتوي لضمان الحفاظ على البيئة القطرية، ولضمان حصول المخيمين على موسم مثالي، كما تقوم وزارة البيئة والتغير المناخي بالتنسيق والتعاون مع جميع الجهات الحكومية المعنية، بشأن الإجراءات والاشتراطات الكفيلة بحفظ الأمن والسلامة والصحة وحماية وصون البيئة أثناء هذه الفترة، حيث أقامت الوزارة مخيم توعوي في منطقة «سيلين» بمحمية خور العديد، يتم تخصيصه للأنشطة التوعوية والترفيهية، وكذلك إقامة عدد من البرامج والمسابقات وتوزيع جوائز لأفضل مخيم شتوي محافظ على البيئة، بالإضافة إلى افتتاح مؤسسة حمد الطبية عيادة طبية ونقطة إسعاف تعمل على مدار الساعة تتوافر بها جميع التجهيزات والأدوية لعلاج الحالات الطارئة وبجانبها مهبط لطائرات الإسعاف لاستقبال المراجعين، من المخيمين والرواد، كما توفر المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) محطة موسمية قابلة للتفكيك والتركيب لتعبئة صهاريج المياه؛ بهدف توفير مياه صالحة للشرب تخضع لأعلى مواصفات الجودة لمرتادي مناطق التخييم.

copy short url   نسخ
26/04/2024
10