+ A
A -
كتب محمد الجعبري

كرّمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، مساء أمس، الفائزين بجوائز «أخلاقنا» في نسختها لعام 2024، وذلك خلال احتفالية أقيمت بمكتبة قطر الوطنية في المدينة التعليمية.

حضر الحفل سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، إلى جانب عدد من الوزراء، والمسؤولين، وأولياء أمور المتوّجين.

«أخلاقنا» هي مبادرة أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، في 2017، وتهدف إلى إبراز الترابط بين الأخلاق والمعرفة، وتعكس الصلات الوطيدة بين الصفات الحميدة والسلوكيات الأخلاقية التي تعتبر محركًا رئيسيًا للتقدّم والتطوّر الاجتماعي.

شهدت نسخة هذا العام من جوائز «أخلاقنا» لمؤسسة قطر مشاركات بارزة في فئة «الإسهامات الفردية» من قطر ودول الخليج، حيث دأبت هذه الجائزة على تكريم الأفراد والمبادرات نظير الإسهام في تعزيز التغيير الإيجابي في المجتمع.

كما تم تكريم علي محمد الكواري من قطر، وذلك عن مبادرته «برنامج إتقان»، وهو برنامج تلفزيوني يؤكد على أهميّة الإتقان كجزء من التزامنا الديني والاجتماعي. ويسلط البرنامج الضوء على مجموعة واسعة من الموضوعات، التي تبرز كيفية تطبيق الأخلاق الإسلامية في جميع مجالات الحياة.

كما جرى تكريم يوسف أحمد العمران من دولة الكويت ضمن فئة «الإسهامات الفردية لدول الخليج العربية»، والتي عُرضت لأول مرة، تقديرًا لمبادرته «بوجراح يغيّر». يركز هذا المشروع على إصلاح وترميم البنية التحتية في دولة الكويت. وشملت المبادرة حتى الآن أكثر من خمسة وخمسين مشروعًا، وقد جذبت أكثر من ثلاثة آلاف متطوع.

وفاز بجائزة «أخلاقنا» لفئة اليافعين لعام 2024، وهي جائزة تستهدف الأعمار من 15 إلى 18 عاما، وتنفذ مشاريع ومبادرات ومساهمات متنوعة للمجتمع والمدرسة، كل من: جاسم خميس المريخي، من أكاديميّة قطر- الخور، وغالية إبراهيم المراغي، من أكاديميّة الأرقم للبنات، وروضة مبارك عبدالله، من مدرسة الإيمان الثانوية للبنات، ومحمد عبدالله إبراهيم، من مدرسة أحمد بن محمد الثانوية للبنين، وموزة عبدالله الفخرو، من أكاديمية الأرقم للبنات، ونوف خميس المريخي، من أكاديمية المها للبنات.

كما فاز عن فئة البراعم، وهي جائزة تكرم طلاب المدارس الذين يجسدون مثالًا يُحتذى به، ممن تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و14 سنة، خمسة عشر طالبا وطالبة من مختلف مدارس قطر، الذين تنوعت مشاريعهم بين الاعتناء بالطبيعة، والمبادرات الإنسانية، والحملات التوعوية، ومشاريع لنشر الوعي بأهمية التحلي بالأخلاق الحميدة، كالرحمة والإحسان والصّبر.

قال خليفة البنعلي (الفائز بجائزة براعم الأخلاق): قدمت ملفا ضمن معايير براعم الأخلاق، تضمن عددا من المبادرات الإنسانية، بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية، وكان لي عدد من المبادرات، من بينها مبادرة خلال كأس العالم 2022، للتعريف بدولة قطر والدين الإسلامي، كما تضمنت توزيع هدايا تذكارية ومطويات، وقد شاركت في المسابقة عن طريق مدرستي «أكاديمية قطر الخور».

أكدت حسينة فضل الله الجاسر (الطالبة بالصف التاسع في مدرسة رقية الإعدادية) أنها فازت بالجائزة عن فئة اليافعين، وقد كان لها مشاركة من قبل فازت خلالها بالجائزة عن فئة البراعم.

وأوضحت أن الملف الذي قدمته هذا العام تناول نشر ثقافة التواصل بين الطالبات، ونشر القيم الإسلامية خلال شهر رمضان مثل التقوى في رمضان، فأقمنا صلاة الجماعة، وقمنا بتوزيع وجبات إفطار صائم، وأقمنا العديد من الفعاليات، كان من شأنها اطلاع الكثير من الطالبات على الثقافات المتعددة.

ونوهت إلى أن الجائزة تشجع على نشر الأخلاق الحميدة في المجتمع، وأن الجانب الأخلاقي يظل أهم من الجانب الاكاديمي، وأن المدارس توعي الطلبة بهذا المفهوم، بأن أخلاقهم قبل المستوى الأكاديمي.

قالت حصة سعد المهندي (المشاركة في فئة الأولى من براعم الأخلاق): من المبادرات التي قدمتها مبادرة «لغتي أولويتي»، وهي عن اللغة العربية وأن نفخر بها، فقد وجدت أن بعض أصدقائي يتحدثون الإنجليزية، وأود أن أنشر لغتي العربية في كل العالم، وأن أنشر الأخلاق، لأن غيابها يهدد المجتمع.

وأضافت: كما كانت لي مبادرة بعنوان «معاً نستطيع محاربة مرض السكري»، وقد جاءتني الفكرة بناءً على تجربة عائلية، فقد أصيب عمي بمشكلة في القلب ناتجة عن الإصابة بمرض السكري، وأردت أن أوعي أصدقائي بأهمية الطعام الصحي وممارسة الرياضة، وقد وجدت التشجيع من أسرتي ومدرستي للمشاركة في جائزة أخلاقنا.

وأشار تركي فيصل المهندي (الطالب في الصف الثالث) إلى أنه قدم عددا من المشروعات، من بينها مشروع لدعم القضية الفلسطينية عن طريق المساعدات المالية، وكذلك مبادرة لنشر الثقافة الدينية خلال كأس العالم، منوهاً إلى أن المرة هي الأولى التي يشارك فيها بالجائزة، معرباً عن سعادته لنيل الجائزة.

أكدت نوف خميس المريخي (الطالبة في أكاديمية المها للبنات) أنها شاركت في الجائزة لفئة اليافعين، وأن ملفها المقدم للجائزة ينقسم إلى مشروعان، أحدهما داخل المدرسة والأخر خارج المدرسة، وأنها سفيرة للجمعية القطرية للسكري ومن خلال هذا الدور ساهمت في العديد من النشاطات التوعوية لمساعدة أصحاب السكري.

من جانبها قالت هند البوعينين (الطالبة في الصف الثامن بأكاديمية الجزيرة) إنها تقدمت بملفها ضمن فئة البراعم، تضمن عدة مبادرات، منها مبادرة «ساند لبعض»، والتي تعنى بمساعدة الحلقات الأضعف في المجتمع، مثل الغارمين وغيرهم.

وأضافت: عملت على المبادرة داخل مدرستي وخارجها، وزرت أكثر من مدرسة أخرى للحديث عن هذه المبادرة.

وعبرت عن سعادتها بجائزة أخلاقنا، نظراً لما لها من أهمية كبيرة، وتشجيع الطلاب على الالتزام بالقيم وتحفزهم من أجل العمل عليها مستقبلاً.

وقال محمد عبدالله الإبراهيم، البالغ من العمر 18 عامًا والفائز بجائزة «أخلاقنا» لفئة اليافعين لهذا العام: «أشعر بسعادة غامرة لاختياري من بين المشاركين في الجائزة لهذا العام. لقد كانت رحلة صعبة وطويلة، لكنها كانت مليئة بالعطاء. ركزت في مشاريعي على تعزيز القيم الأخلاقية التي كان يجسدها النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، خاصةً على مستوى وسطي المدرسي».

وتابع الإبراهيم: «إن هذه الجائزة تلهمنا على بذل المزيد من الجهد والعطاء؛ فالنجاح الحقيقي يكمن في رؤية الأثر الإيجابي الذي تتركه مشاريعنا على المجتمع. تضطلع جائزة «أخلاقنا»، التي تستهدف فئات عمرية مختلفة، بدور حاسم في تقدّم مجتمعنا في جميع المجالات».

وأضاف الإبراهيم: «إن كل جهد بُذل، خلال السبع سنوات الماضية، سواء في مشروع أو مبادرة أسهم في تحسين وضعية أفراد مجتمعنا. نحن فخورون جدًا بهذا، لا سيما وأنه يعزز تمكين قادة الغد من الشباب».

من جانبها، قالت موزة عبدالله الفخرو، 17عامًا، والتي جرى أيضًا تكريمها بجائزة «أخلاقنا» لفئة اليافعين وعينت سفيرة الأخلاق لجائزة «أخلاقنا»: «إن الفوز بهذه الجائزة أمر مذهل حقًا، وأنا فخورة للغاية بذلك. غير أني أرى أن الإنجاز الحقيقي ينبغي أن يتمثل دائمًا في إحداث فرق ملموس في مجتمعي».

وأردفت بالقول: «طموحي يكمن في أن أصبح قوة دافعة للتغيير. أطمح لتحفيز الشباب الآخرين على إدراك مكامن قدراتهم من خلال التأثير. أومن بأن كل فرد منا قادر على المساهمة بشكل إيجابي. أسعى للقيام بكل ما في وسعي للمساهمة في تنمية مجتمعي وترك بصمة إيجابية تدوم».

وأضافت الفخرو: «أن يُطلق عليّ اسم سفيرة الأخلاق فهذا في حد ذاته سيوفر لي فرصة فريدة لإظهار أن النجاح لا يقتصر فقط على الإنجازات الأكاديمية، بل إنه يتعلق أيضًا بالنمو الشخصي وإحداث التأثير الملموس».

copy short url   نسخ
25/04/2024
950