+ A
A -
جريدة الوطن

الدوحة- قنا- وسط ترحيب وتقدير كبيرين بالجولة الآسيوية ونتائجها، أبرزت وسائل الإعلام في بنغلاديش جولة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى عدد من الدول الآسيوية، التي استهلها بزيارة لجمهورية الفلبين ثم جمهورية بنغلاديش، واختتمت بنيبال، حيث تأتي هذه الجولة في إطار تعزيز علاقات قطر وشراكتها الاستراتيجية مع الدول الآسيوية، عبر التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدد من المجالات.

وأشادت وسائل الإعلام في بنغلاديش وتابعت باهتمام كبير زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى دكا، معتبرة أنها تشكل نقطة تحول في علاقات البلدين، وإيذانا ببدء فصل جديد في طريق الشراكة الثنائية.

وفي هذا السياق، ذكر تقرير لصحيفة ذا بيزنس ستنادرد «The Business Standard» البنغالية أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى بنغلاديش تأتي ثمرة لزيارة قامت بها رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إلى الدوحة في مايو 2023، عندما شاركت في منتدى قطر الاقتصادي وعقدت مباحثات ثنائية بالغة الأهمية.

وجاء في التقرير الذي حمل عنوان «زيارة أمير قطر إلى بنغلاديش تعتبر إيذانا ببدء فصل جديد للشراكة الثنائية بين البلدين»، للكاتب نعيم رزاق نائب مجلس النواب البنغالي، «أن التطورات الأخيرة تؤشر إلى شراكة متنامية بين بنغلاديش وقطر، حيث تم وضع حجر الأساس لتعزيز التعاون بين البلدين من خلال توقيع اتفاقية طويلة الأجل لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في يونيو 2023»، لافتا إلى أن التطور الإيجابي الذي شهدته العلاقات بين البلدين كان مدفوعا بالتزام قطر بدعم صناعة الإعلام في بنغلاديش في المؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام في فبراير 2024، فضلا عن مناقشات أخرى شملت التعاون العسكري في معرض الدوحة الدولي للدفاع البحري في مارس 2024.

وأشار التقرير إلى أن العلاقات بين بنغلاديش وقطر شهدت تقدما كبيرا في مختلف المجالات، حتى تجاوزت البعد الاقتصادي التقليدي الذي يقتصر على النفط والتحويلات المالية، بعد أن نجحت قيادتا البلدين في تحويل العلاقات بينهما إلى علاقات استراتيجية عميقة، تمثلت في اتفاقية تلتزم قطر من خلالها بتصدير 1.5 مليون طن إضافية من الغاز الطبيعي المسال سنويا إلى بنغلاديش على مدار 15 عاما مقبلة، بالتوازي مع اتفاق لمعالجة النقص في إمدادات توليد الطاقة في بنغلاديش، وهو ما يدل على أهمية قطر كحليف موثوق به في مجال الطاقة بالنسبة لبنغلاديش.

ولفت التقرير إلى أن الزيارة حظيت بأهمية كبرى لكل من بنغلاديش وقطر، وهو ما يؤشر إلى نقطة تحول جديدة في شكل الشراكة الثنائية، حيث تكشف هذه الزيارة مدى التزام القيادتين بتعزيز العلاقات الثنائية، ودعم سبل التعاون من خلال تبادل المنافع في مختلف القطاعات.

وبدورها، اهتمت صحيفة بنغلاديش بوست «Bangladesh Post» بزيارة سمو الأمير لبنغلاديش، حيث ذكرت، في تقرير لها بعنوان «بنغلاديش تفرش السجاد الأحمر في استقبال حار لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني»، أن هذه الزيارة ركزت على اتفاقيات مختلفة تعنى بمكافحة التهرب الضريبي، والتعاون في المسائل القانونية، والنقل البحري، إضافة إلى تنمية وحماية الاستثمارات المتبادلة، وإنشاء مجلس أعمال مشترك.

وأفردت عدة قنوات تليفزيونية بنغلاديشية تغطيات واسعة لزيارة سمو الأمير إلى دكا، وقالت وكالة يونايتد نيوز أوف بنغلاديش «United News of Bangladesh» البنغلاديشية إن قطر وبنغلاديش وقعتا 11 وثيقة تعاون تشمل ست اتفاقيات وخمس مذكرات تفاهم.

وأضافت الوكالة في تقرير بعنوان «بنغلاديش وقطر توقعان 6 اتفاقيات و5 مذكرات تفاهم خلال الزيارة الرسمية لأمير قطر»، أن الاتفاقيات قد تعلقت بتجنب الازدواج الضريبي والتهرب الضريبي والتعاون في الشؤون القانونية، وتشجيع وحماية الاستثمار المتبادل وخدمات النقل عن طريق البحر، وتشكيل مجلس أعمال مشترك، بالإضافة إلى توقيع مذكرات التفاهم الخمس في مجالات التعاون في قطاع القوى العاملة وإدارة الموانئ والتعليم العالي والبحث العلمي، والتعاون في مجال الشباب والرياضة، والتعاون في مجال التدريب الدبلوماسي.

ونقل التقرير عن سعادة الدكتور حسن محمود وزير الخارجية قوله إن «العلاقات بين بنغلاديش وقطر ستصل بهذه الزيارة إلى مستوى جديد، وهذه هي أول زيارة رفيعة المستوى على الإطلاق من أي دولة في الشرق الأوسط بعد تشكيل الحكومة الجديدة في يناير من هذا العام».

وتابع التقرير أنه بالإضافة إلى مجالات التعاون الثنائي تمت أيضا مناقشة القضايا العالمية، بما في ذلك الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث سلطت بنغلاديش الضوء على موقفها، كما أضاف: «من الطبيعي أن يتم تناول هذه المناقشة، ويجب وقف عمليات القتل في غزة، والجميع يريد ذلك ونحن نريد ذلك».

وذكر التقرير أن سعادة الدكتور حسن محمود وزير الخارجية في بنغلاديش قد صرح بأن دولة قطر، الدولة الغنية بالنفط والغاز الطبيعي والتي تتمتع بأعلى متوسط لدخل الفرد، دولة مؤثرة في الشرق الأوسط بسبب اقتصادها القوي وموقعها الجيوسياسي ونشاطها الدبلوماسي والوساطة.

ولفت إلى «أنه تم في الآونة الأخيرة تحديد مجالات التجارة والاستثمار وخلق فرص العمل والطاقة والطيران والزراعة والأمن الغذائي وتغير المناخ وما إلى ذلك بهدف توسيع نطاق التعاون الثنائي من خلال الاتصالات الدبلوماسية والمناقشات على مختلف المستويات مع دولة قطر».

وفي سياق متصل، قالت صحيفة بنغلاديش بوست «Bangladesh Post» أن دكا تسعى إلى زيادة الاستثمارات القطرية في بنغلاديش، وتقديم جميع المزايا التجارية الممكنة للدولة، بما في ذلك تخصيص الأراضي في المناطق الاقتصادية الخاصة في بنغلاديش.

وأضافت الصحيفة أنه بحسب مصادر من الخارجية البنغلاديشية، فإن دكا دعت الدوحة إلى استيراد السلع الجلدية والمنتجات الصيدلانية إلى جانب الملابس الجاهزة من بنغلاديش.

بدوره، قال الكاتب تاج الإسلام في مقال لصحيفة بليتز «Blitz» في بنغلاديش: «إن أمير قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هو من بين القادة الذين تركوا بصمة لا تمحى على مسار بلادهم، وعلى مدى عشر سنوات ماضية اتسمت قيادته بالرؤية والمرونة والالتزام بالتقدم».

وأضاف الكاتب، في مقاله الذي حمل عنوان «عقد من القيادة الجديرة بالثناء لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني»، «أن أمير قطر منذ توليه الحكم عبر عن رؤية واضحة لمستقبل قطر، مع التركيز على التنويع الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والمشاركة الدبلوماسية، وتحت قيادته، نفذت قطر مشاريع طموحة للبنية التحتية، مثل مطار حمد الدولي الحديث والمدينة التعليمية التي تضم فروعا لجامعات عالمية رائدة».

وتابع الكاتب «أنه بالنظر إلى الطبيعة المحدودة للموارد الهيدروكربونية أعطى صاحب السمو الأولوية للتنويع الاقتصادي، باعتباره حجر الزاوية في استراتيجية التنمية في قطر، كما أن التزامه بالتنمية الاجتماعية يتجلى في جهوده لتعزيز الرعاية الصحية والتعليم والإثراء الثقافي، وقد شهد نظام الرعاية الصحية في قطر تطورات كبيرة تحت قيادته، من خلال الاستثمارات في أحدث المرافق الطبية والمبادرات لتعزيز الوعي بالصحة العامة».

وأضاف: «إن أمير قطر اتبع في مجال الدبلوماسية نهجا عمليا واستباقيا، حيث وضع قطر كوسيط وميسر للحوار حول القضايا الإقليمية والعالمية، كما أنه لعب دورا محوريا في تعزيز الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط من خلال المبادرات الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية، وقد ساهمت جهود الوساطة القطرية في حل النزاعات في مناطق مختلفة، بما في ذلك أفغانستان والسودان». وأوضح «أن قطر تعد من أبرز مقدمي المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة النازحين واللاجئين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، مما يعكس التزام سمو الشيخ تميم بن حمد بالتضامن والتعاطف».

وأشار الكاتب إلى أن الاستضافة الناجحة للأحداث الرياضية الدولية الكبرى، مثل كأس العالم لكرة القدم 2022، تجسد الاستخدام الاستراتيجي للدبلوماسية الرياضية لتعزيز مكانة قطر العالمية، وتعزيز الحوار بين الدول.

وذكر أن سمو الأمير أعطى الأولوية لتمكين الشباب وإشراكهم من خلال المبادرات التي تعزز التعليم وريادة الأعمال والمشاركة المدنية. وقال: «أكد أمير قطر على أهمية الاستدامة البيئية باعتبارها عنصرا أساسيا في استراتيجية التنمية في قطر، وإن إنشاء برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي والاستثمارات في البنية التحتية للطاقة المتجددة يوضح النهج الاستباقي الذي يتبعه سمو الأمير في مواجهة التحديات البيئية، وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة».

وختم الكاتب بالقول «إن رؤية القيادة الحكيمة تميزت بالمرونة والالتزام الثابت بالتقدم، وقد ساهمت مبادرات سمو الأمير الاستراتيجية في دفع عجلة التنمية في قطر على جبهات متعددة من التنويع الاقتصادي والتنمية الاجتماعية إلى المشاركة الدبلوماسية والاستدامة البيئية.. ومع استمرار قطر في مسيرتها نحو النمو والتحول، فإن إرث سمو الأمير، كقائد صاحب رؤية تغلب على التحديات ببصيرة وتصميم، سوف يستمر ليشكل مستقبل الأمة لسنوات مقبلة».

من جهتها، ذكرت صحيفة أوراسيا رفييو «Eurasia Review» في مقال للباحث البنغالي كمال الدين: «إن بنغلاديش لطالما حافظت على موقف إيجابي تجاه الشرق الأوسط فيما يتعلق بسياستها الخارجية، وذلك منذ حصولها على الاستقلال.. وقد لعبت منطقة الخليج دورا مهما في تشكيل السياسة الخارجية للبلاد، ويتجلى ذلك من خلال الجهود التعاونية في مجالات التبادل التجاري والثقافة والتحالفات الاستراتيجية، وتعد زيارة أمير قطر مثالا واضحا على العلاقة الدافئة بين البلدين».

وأضاف «في الآونة الأخيرة وصلت العلاقة بين قطر وبنغلاديش إلى مرحلة مهمة، حيث اتسمت بالتقدم الدبلوماسي، وتعزيز التعاون الدفاعي، والإنجازات التعليمية الملحوظة والتنمية الاقتصادية القوية».

وشدد الكاتب على أن التعاون بين بنغلاديش وقطر في مجال الطاقة يساهم بشكل كبير في تحسين العلاقات بين البلدين، معتبرا أن الزيارة تسلط الضوء على القيمة الكبيرة التي يوليها البلدان لعلاقاتهما الثنائية.

كما ركز موقع أوريسا دياري «Orissa Diary» الهندي على الجولة الآسيوية التي يقوم بها حاليا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والتي تشمل كلا من الفلبين وبنغلاديش ونيبال، معتبرا أنها تعد جزءا من نهج قطر الثابت لتعزيز العلاقات والشراكات الاستراتيجية مع آسيا.

وقال الموقع في تقرير له بعنوان «أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يزور نيبال والفلبين وبنغلاديش»: «إن مباحثات سمو أمير قطر مع قادة الفلبين ونيبال وبنغلاديش ستركز على سبل تعزيز العلاقات في مختلف المجالات، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وأضاف التقرير: «إن العلاقات القطرية - الآسيوية الراسخة شهدت تطورا مطردا بفضل حرص الجانبين المتبادل على تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات، وفي الآونة الأخيرة، شهدت هذه العلاقات نموا جذريا، حيث جرى تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين المسؤولين القطريين والآسيويين، وكثفت قطر ودول آسيوية تنفيذ المشاريع الاقتصادية والاستثمارية المشتركة، وتنسيق المواقف بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية».

وذكر: «إدراكا منها للدور الحيوي الذي تلعبه آسيا في تعزيز الاقتصادات الإقليمية والعالمية وتحقيق الأمن الغذائي العالمي، ركزت قطر على آسيا لتعزيز الأمن الاقتصادي العالمي والإقليمي، كما تولي الاقتصادات الآسيوية سريعة النمو اهتماما بالغا بتعميق العلاقات مع قطر».

وأوضح التقرير أن العلاقات القطرية - الآسيوية ذات المنفعة المتبادلة تخدم المصالح الوطنية لكلا الطرفين. وقال: «مع الأخذ في الاعتبار التنويع الاقتصادي باعتباره أولوية قصوى لرؤية قطر الوطنية 2030، تنظر الدوحة إلى الفرص الاقتصادية الوافرة للاستثمارات المتنوعة في آسيا عبر عدة قطاعات، من بينها الزراعة والبنية التحتية والنقل والمؤسسات المالية وقطاعات الطاقة. وفي الوقت نفسه، تسعى العديد من الدول الآسيوية إلى اجتذاب الاستثمارات القطرية متعددة القطاعات في محاولة لدعم اقتصاداتها، وتوفير المزيد من فرص العمل، وزيادة صادراتها الأجنبية».

copy short url   نسخ
25/04/2024
80