الدوحة- قنا- وصف سعادة الدكتور ناريش بيكرام داكال سفير نيبال لدى الدولة، زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى نيبال بأنها تمثل حجر الزاوية لترسيخ أسس التعاون والشراكة، وبناء مستقبل مشرق للعلاقات بين البلدين.
وقال سعادة السفير، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، «إن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى نيبال تاريخية بالنسبة لنا وتمثل حجر الزاوية في سجلات علاقاتنا الدبلوماسية»، مشددا على أن هذه الزيارة ستؤسس لفرص جديدة، وستسهم في تحقيق إنجازات مهمة في العلاقات الثنائية، وستشجع على مواصلة توسيع مجالات التعاون، والاستفادة من قوة وخبرة البلدين لتحقيق المنافع المتبادلة، حيث قال في هذا السياق «سيركز قائدا البلدين خلال المباحثات على تحقيق نتائج مهمة تقود إلى الأهداف المشتركة في مجالات التنمية والازدهار والابتكار والنمو».
ونوه سعادته إلى ما توليه حكومة بلاده من أهمية قصوى لهذه الزيارة، حيث أكملت كافة الاستعدادات والتحضيرات «لاستقبال سمو الأمير على أرض جبل إيفرست في زيارة نثق بأنها ستكون ناجحة بكل المقاييس»، مضيفا «لا شك أن زيارة سمو الأمير سترتقي بعلاقاتنا الثنائية إلى مستوى جديد وغير عادي من الإنجاز، وسيحتفظ شعبا البلدين بالذكريات الجميلة لهذه الزيارة لسنوات قادمة».
وتابع سعادة الدكتور ناريش بيكرام داكال قوله «أنا على يقين من أن الزيارة ستمهد الطريق لمزيد من تعميق وتوسيع التعاون في مختلف المجالات، وتعد التجارة والاستثمار والطاقة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطوير البنية التحتية من المجالات التي من المرجح أن يقيم فيها البلدان شراكة تعود بالمنفعة على البلدين»، مشيرا إلى أنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المهمة لتعزيز وتقوية العلاقات الثنائية لتضاف إلى الاتفاقيات السابقة، بعد أن عمل البلدان على صياغة اتفاقيات ومذكرات تعاون في مجالات الصحافة والإعلام والصحة والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي وقطاع الطاقة والتعاون الثقافي، وغيرها من المجالات.
ولفت سعادة السفير إلى أنه من المنتظر كذلك أن تفتح زيارة سمو أمير البلاد المفدى إلى نيبال مجالات أخرى للتعاون الثنائي بين البلدين، مثل التجارة والسياحة والزراعة والاستثمار والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة، وغيرها من مجالات التعاون، منوها إلى توقيع البلدين خلال السنوات الماضية على مذكرات تفاهم واتفاقيات في مجالات القوى العاملة، والخدمات الجوية، والتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، وتجنب الازدواج الضريبي، وحقوق الإنسان، وإلغاء متطلبات التأشيرة للدبلوماسيين وحاملي جوازات السفر الرسمية والتعاون الأمني والزراعة والأمن الغذائي.
ومضى إلى القول «على مر السنين، شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تقدما مطردا من خلال التعاون في مختلف المجالات، ومنها مجال العمل، حيث أصبحت دولة قطر واحدة من الوجهات المهمة للعمال النيباليين على مدى العقدين الماضيين، حيث ساهم العمال النيباليون بشكل كبير في التنمية الشاملة التي شهدتها قطر في قطاعات البناء والزراعة والخدمات وما إلى ذلك».
وفي هذا السياق، ذكر سعادة الدكتور ناريش بيكرام داكال أن الجالية النيبالية تعد واحدة من أكبر الجاليات في قطر، وقد ساهم أفرادها في تطوير البنية التحتية، كما ساهموا في تشييد جميع الملاعب التي استضافت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 وغيرها من المنشآت.
وأفاد سفير نيبال لدى الدولة بأنه تم التوقيع على اتفاقية ثنائية بشأن توظيف القوى العاملة النيبالية في دولة قطر في 21 مارس 2005 وتم التوقيع على بروتوكولها الإضافي في 20 يناير 2008، وتهدف إلى حماية وتعزيز مصالح العمال في دولة قطر وكذلك تنظيم توريد القوى العاملة النيبالية إليها، مثمنا ما تحظى الجالية النيبالية في دولة قطر من رعاية واهتمام، والإصلاحات العمالية الواسعة التي نفذتها الدولة في السنوات الأخيرة لضمان حقوق العمال الوافدين في البلاد، والتي تشمل إنشاء وتشغيل مراكز تأشيرات قطر في الدول المصدرة للعمالة، وعدم اشتراط تصاريح الخروج، وتنفيذ الحد الأدنى غير التمييزي للأجور، وغيرها من الإصلاحات.. مضيفا «نتيجة لذلك، استفاد العمال النيباليون إلى حد كبير من هذه الإصلاحات».
وتطرق سعادته إلى التبادلات التجارية بين البلدين، وقال إنها ما زالت متواضعة بالرغم من أنها اكتسبت زخما في السنوات الأخيرة.. مبينا أن نيبال تقوم بتصدير السجاد والمنتجات الغذائية والمنسوجات والجلود إلى قطر، في حين تستورد نيبال من قطر البولي إيثيلين والمجوهرات الذهبية والمعدات الإلكترونية وقطع الغيار والمنسوجات، مضيفا «من الواضح أن الكفة في التجارة الثنائية تميل لصالح دولة قطر، ونحتاج إلى مزيد من التوسع في مبادلاتنا التجارية، إلى المستويات التي يتطلع إليها البلدان الصديقان».
