+ A
A -
عزيز فيرم كاتب جزائري

مرّةً أخرى استخدمت الولايات المتحدة الأميركيّة حق النقض (الفيتو) في مواجهة مشروع القرار الذي تقدّمت به الجزائر والذي يوصي الجمعيّة العامّة التابعة للمنتظم الدولي بقبول العضويّة الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، وقد أيّدت 12 دولة المشروع مقابل امتناع كل من بريطانيا وسويسرا، وكانت نتائج التصويت داخل القاعة تبدو متوقعة جداً، ذلك أنّ حليفة الاحتلال الإسرائيلي، الولايات المتحدة الأميركية، لا تدخر جهداً في سبيل تحقيق إبقاء الوضع كما هوّ من ناحية وجوديّة ذاك المحتل من جهة، ومن جهةٍ أخرى محاولة محو أي حضور فلسطيني بكبريات المحافل والتجمعات والمنظمات الدوليّة.

وحريٌّ بالذكر أنّ واشنطن، حامية الاحتلال الأولى تعترض مشاريع القرارات المتعلقة بفلسطين في كل مرّةٍ، داخل هذا المجلس بعيداً عن أي أخلاقيات للفعل السياسي، وضرباً لكل المواثيق والقوانين الدوليّة التي أضحت حبراً على ورقٍ، من خلال الممارسات التي تقوم بها إسرائيل في غزّة، من قصف وتشريد وتجويعٍ وتهجيرٍ لسكان القطاع، أمام مباركات أميركيّة غربيّة.

ما يجري اليوم من الاحتلال الإسرائيلي بدعم الولايات المتحدة دبلوماسياً وعسكرياً، لا يهدد فلسطين وحدها بل يهدد أمن النظام العالمي القائم بأكمله، وها نحن هذا اليوم نرى الفجاجة الإسرائيلية أمام العالم، فلا يكفيها قتل أكثر من 34 ألف إنسان أغلبهم من الأطفال والنساء، بل توبخ العالم على محاولاته اليائسة لوضع حد لوقف همجيتها، فبعد أن شكر سفير الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد إردان، الرئيس الأميركي جو بايدن داخل اجتماع مجلس الأمن الأخير، على وقوفه بجانب المذبحة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بشتى الطرق، وبخ باقي الدول الأعضاء التي صوتت لصالح العضوية الكاملة لفلسطين، بأنهم يرتكبون أخطاء جسيمة، وأن هذا المجلس يشبه التحدث إلى «جدار من الطوب».عربي بوست

copy short url   نسخ
24/04/2024
10