+ A
A -
حمادة فراعنة كاتب أردني

جرائم ومجازر تقترفها قوات المستعمرة، لا تقتصر على قطاع غزة بل تشمل مخيمات ومدن وقرى الضفة الفلسطينية، ولا يوجد تفسير واقعي منطقي سوى أن مشروع المستعمرة بمجمله يستهدف العنصر البشري، الديمغرافيا الفلسطينية، فالمجازر العلنية والمكتشفة في مستشفيات قطاع غزة بالعشرات، لا توازي من حجم المقاومة وفعالياتها، بل هي تستهدف شعب المقاومة، تستهدف أمهات المقاومة الولادة بإنتاج المقاومين.

المستعمرة تستهدف الشعب ومحاولات إنهاء وجوده أو تقليص هذا الوجود، بالقدر الذي يستطيعون تحقيقه طالما لا يجدون من يقف ضدهم من الفعاليات والمؤسسات الدولية، التي ما زالت رغم الضجيج ورغم الاحتجاجات الشعبية في أوروبا والولايات المتحدة ولكنها لم تصل إلى المستوى المؤثر الذي يدفع المستعمرة للحرج أو التراجع أو إخفاء جرائمها، بل هي مُصرة على ارتكاب الجرائم والمجازر والتصفيات والإعدامات، بدون أي إحساس بالمسؤولية نحو الشعب الفلسطيني.

الولايات المتحدة ما زالت غارقة بالتواطؤ، والدعم وتوفير الاحتياجات للمستعمرة ورفدها بالاسلحة والمال، إذ لولاها لما تمكنت المستعمرة من مواصلة جرائمها البشعة بحق الشعب الفلسطيني، وأوروبا لا تقل انحداراً لدى بعض حكوماتها، من مواقف الإدارة الأميركية، فالمعركة بالنسبة لهم وكأنها معركتهم، ضد عدو مشترك، مما يدلل على أن الكره والعنصرية والخيارات الاستعمارية ما زالت كامنة لدى بعض حكوماتهم، ويتصرفون على هذا الأساس.

لا خيار أمام الفلسطينيين بعد معاناة التشرد واللجوء سوى البقاء والصمود داخل وطنهم، وعلى أرضهم، الذي لا وطن لهم غيره، ولا أرض لهم غيرها، تاريخيا وواقعيا ومستقبلاً.{ القدس الفلسطينية

copy short url   نسخ
23/04/2024
15